الخميس، 29 يناير 2015

إبـن أخـت القـوم منهـم

إبـن أخـت القـوم منهـم

مصعب المشرّف
30 يناير 2015م

"إبـن أخــت القــوم منـهـــم"

هذه المرأة البريطانية تحب الإنجاب و الذُرِيَّة  (الولادة) . ولم تجد سوى زوج أفريقي يجاريها في حبها للذرية ؛ فأنجبت منه 8 أطفال .... ثم هرب الأب ...

وبالطبع فقد تم منحهم الجنسية البريطانية لأن أمهم بريطانية ومولودون في بريطانيا.

منذ زمن تدفع لهم الخزينة البريطانية 2000 جنيه إسترليني شهرياً ؛ إعانة لتربيتهم وتشجيعا لزيادة المواليد في بلد تتناقص فيه نسبة المواليد من أب أو أم بيضاء . وتزيد بين الأقليات الأخرى الآسيوية والعربية والأفريقية الأصل ؛ مما يهدد العرق البريطاني الأصلي على المدى الطويل.

واليوم تشتكي هذه الأم من قلة الإعانة ، وتطلب المزيد من الأموال حتى بعد أن تم منحها منزل من طابقين و 4 حجرات لتربية أطفالها ....


حقا في الغرب الأوروبي نرى إسلام من غير مسلمين .. وفي بلادنا نرى مسلمين بغير إسلام.

تمنع التشريعات في معظم الدول العربية  منح أبناء المرأة المواطنة جنسية أمهم ؛ رغم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : "إبن أخـــت القــوم منهــم" ... ولكننا للأسف متى سمعنا وأطعنــا كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم؟.....
كل الذي نقدر عليه هو "أعمل لايك" .. و "أنسخ وألصـق" أحاديث نبوية على الفيس بوك والوات ساب وغيرها ؛ دون أن نكمل قراءتها ناهيك عن التعمق في دراستها للإستفادة من كنوزها التي لا تقدر بثمن... لا بل والمخزي أننا ننقلب على أعقابنا فنفعل ونمارس عكسها.


ورد حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم أعلاه في صحيح البخاري . قال : 
حدثنا سليمان بن حرب حدثنا شعبة عن قتادة عن أنس رضي الله عنه قال :
دعا النبي صلى الله عليه وسلم الأنصار فقال هل فيكم أحد من غيركم؟
قالوا: لا إلا ابن أخت لنا .
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ابن أخت القوم منهم ".


كما روي الحديث الشريف بطرق أخرى . لكنها اتفقت جميعها في قوله صلى الله عليه وسلم : إبن أخت القوم منهم


لا يكاد المرء يفهم ما هي المبررات والقناعات التي تستند إليها التشريعات المتعلقة بالجنسية في معظم الدول العربية ؟ 

أخشى أن كل ما تستند إليه هذه التشريعات هو "عقدة الأنثى والذكر" ... وحكاية "الفاعل والمفعول به" إيـاها في فوبيا الذكورة والجنس... وعموم النكاح .. والنكاح.

كل هذا يجري في الوقت الذي نعلم فيه جميعاً مدى إلتصاق الأبناء بأخوالهم وأهل أمهم ... وقديما فالوا : الولد خال.

شريحة غالبة لا يستهان بها من المجتمعات العربية يشعر رجالها بالعـار والقهر الجنسي ؛ ويكادون يغطون وجوههم ويتوارون عن الأنظار ينزوون في ركن سحيق ؛ ويسود وجههم وهو كظيم إذا تزوجت إينتهم من رحل غريب.

المخ العربي الرسمي يظل مكانه المميز دائما هو منطقة "القفـا" وليس الراس.

وحسبنا الله ونعم الوكيل على أمة ضحكت من جهلها الأمم.