الثلاثاء، 4 أكتوبر 2016

متسولة حبشية (مليونيرة) في شوارع الخرطوم



متسولة حبشية (مليونيرة) في شوارع الخرطوم
مصعب المشرّف
5 أكتوبر 2016م
واقعة سرقة لصوص لثروة متسولة أجنبية (حبشية) هزت أركان المجتمع السوداني ؛ بسبب ما تم الإفصاح عن حجم هذه الثروة التي تمتلكها هذه المتسولة. خاصة ما تمتلكه من عملات أجنبية أعيدت إليها وفوقها بوسة ؛ في الوقت الذي سبق وأن تم إعدام مواطن سوداني بسبب ضبطه يحمل حقيبة بها عملات أجنبية وهو في طريقه لإيداعها البنك.

لا بل ونستغرب أن تطارد سلطات الولايات المواطنات  بائعات الشاي اللواتي تعففن بهذه المهنة المشروعة عن السؤال أو الإنحراف . ولأجل التمكن من تربية أبنائهن اليتامى بشرف ونزاهة .. ثم تسكت هذه السلطات عن مساءلة وملاحقة متسولات أجنبيات في كافة شوارع البلاد الرئيسية.

الذي رشح من داخل جدران مركز الشرطة ؛ أن المبلغ المسروق قد جاءت تفاصيله على النحو الآتي:
148 مليون جنيه  سودانيً .... 600 دولار أمريكي .... حوالي 600 ريال قطري .. 400 درهم أماراتي ... وكمية من المشغولات والحلى الذهبية بقيمة 80 مليون جنبه.

والطريف أن المتسولة الحبشية قد سارعت بفتح بلاغ دون أن يرمش لها جفن. أو تظن أنها بذلك تفضح جريمتها هي أيضا وتعرض نفسها للمساءلة.
ولكن يبدو أنها أدرى بما يدور حولها . وأنها تلقت تطمينات مقنعة من عناصر نافذة.

واليوم فإن المفترض التحفظ على هذه الثروة التي تكشفت لدى الحبشية ؛ لأن التسول مهنة غير مشروعة في البلاد . ثم إن هذه المتسولة أجنبية ولا تحمل ترخيصا بالعمل.
ثم المتوقع بداهة أن يكون الإجراء التالي هو توقيفها ؛ وتقديمها إلى العدالة بما يكفل الحكم عليها بمغادرة البلاد نهائياً دون عودة.
هكذا تتعامل الحكومات التي تحترم نفسها وتراب أرضها ومواطنيها تجاه كل أجنبي يتجرأ على خرق قوانين البلاد .... ونحن الحمد لله نحسب أننا نعيش في ظل حكومة وليس عصابة أو مافيا.

لو كانت هذه المتسولة قد تم ضبطها على هذا النحو في دول عربية أخرى لاقامت الصحافة فيها الدنيا ولم تقعدها ... ولكان قد تم توقيفها ومحاكمتها وفق قوانين العمل الصارمة التي تمنع الأجنبي من ممارسة أية مهنة غير التي نص عليها في بطاقة اقامته. كما لا يحق له العمل لغير مصلحة كفيله.
وفي الأصل فإنه لا توجد دولة في العالم غير السودان تسمح للأجانب بممارسة مهنة التسول داخل أراضيها.
ننتظر إذن تحويل حالة الحبشية هذه إلى النيابة العامة والتحقيق معها في أكثر من تهمة. ليس أقلها الأضرار باقتصاد البلاد لعدم تبليغها عن احتفاظها بعملات اجنبية .

غريب عيون سرحان على الأرض الغريبة وبسأل الشوق عن وطن

من جانب آخر نستغرب كيف نشطت الشرطة واستطاعت القبض على اللص في خلال 4 ساعات فقط لأجل خاطر عيون هذه الحبشية... أو كأنها مبعوثة دبلوماسية رفيعة المستوى وليست متسللة متسولة.

ترى من هو ذلك الرجل القوي الذي يتلقى منها الأتاوة نظير وقوفه إلى جانبها وجانب الآلاف مثيلاتها المتسكعات في شوارع وأزقة العاصمة ؟

هناك اليوم مئات الآلاف من المتسكعات الحبشيات ينعمن بالحماية والملاذ الأمن على نحو يحسده عليهن المواطن وأعضاء البعثات الأممية الإغاثية.

سبحان الله ؛ تتهم وزارة المالية والأجهزة الأمنية المواطن المغترب بتسريب الدولار إلى السوق الاسود ؛ وتطارده في بيته والشوارع ؛ وتعصره عند كل تأشيرة خروج وقبيل الدخول إلى صالات المغادرة . ثم تسكت عن مساءلة متسولة حبشية. تتكسب الملايين من العملة السودانية وآلاف من العملات الأجنبية دون أن تدفع مقابل ذلك ضريبة أو زكاة حتى.

نحن بالفعل نعيش الكارثة بكل جوانبها المادية والنفسية.
قبل فترة تفاءل المواطنون ، وتوقعوا خيراً على وقع تعميم الرقم الوطني الذي يكفل للمواطن حقوقه الأساسية على تراب بلاده ....
ولكن يبدو أن المسألة ليست في إلإكتفاء بإستخراج هذا الرقم الوطني بقدر ما أنها تتوقف على مدى قناعة الأجهزة الحكومية جميعها بما يمكن أن يحققه هذا الرقم الوطني من غايات منشودة ؛  ليس أقلها محاربة ظاهرة التسلل والتواجد والتسكع الأجنبي الأفريقي خاصة في شوارع البلاد.

أخشى أن التراخي الملحوظ تجاه التواجد المدني الأجنبي داخل السودان اليوم إنما الهدف منه الضغط على الإتحاد الأوروبي بورقة الهجرة الأفريقية الغير شرعية إلى سواحل القارة الأوروبية .. وعلى وهم بأن تمنح هذه الورقة فرصة للمساومة على فك طوق الحصار الإقتصادي ومذكرات جلب صادرة من محكمة الجنايات الدولية.
لقد سبقهم الرئيس اللبي السابق معمر القذافي إلى إستخدام هذه الورقة ولكنه لم يجد أذنا صاغية .

واقع الأمر فإن جميع ما تفكر فيه الحكومة السودانية ليس بمنطقي ولا مثمر ..... فالفيل هو الولايات المتحدة الأمريكية ... وظل هذا الفيل هو الآخر ليس في أوروبا الغربية.

إذا كان موظفوا الخارجية السودانية يظنون أنهم يستطيعون الضغط على الولايات المتحدة عبر الإتحاد الأوروبي فهم واهمون.

واشنطون لايهمها شيء من الهجرة الغير شرعية نحو أوروبا لسبب بسيط هو أن هذه القوارب التي تحمل المهاجرين من أفريقيا لا ترسو أو ترمي حمولتها البشرية قبالة سواحل الولايات المتحدة الأمريكية.

والولايات المتحدة الأمريكية عندما تشارك بمندوبين في إحتماعات دولية للحد من ظاهرة الهجرة الغير شرعية والإتجار بالبشر . فإنها لا تأتي في حقائبها وضمن وثائقها سوى بأرقام حالات تسلل مواطني المكسيك وكوبا وبعض دول أمريكا اللاتينية إلى أراضيها.

ولأجل ذلك تساهم الولايات المتحدة شفاهة وتدعم مالياً مساعي الأمم المتحدة في الجهود للحد من تنامي ظاهرة الإتجار بالبشر والهجرات الغير شرعية .... ولكن أن تظن السياسة السودانية أنها تمتلك كروت ضغط على هذه الشاكلة في طاولة مفاوضات مع واشنطون ؛ فإننا نقول لهؤلاء "إن بعض الظن إثم". 

مصعب المشرّف
5 اكتوبر 2016م

الثلاثاء، 30 أغسطس 2016

أول وأقدم صور فوتوغرافية لآثار مصرية

أول وأقدم صور فوتوغرافية لآثار مصرية


مصعب المشرّف
29 أوغست 2016م

إجتهد الرسامون منذ القدم في رسم العديد من الآثار المصرية .... ولكن لا تزال تلك الرسومات بعيدة عن الواقع الفوتوغرافي الموثق بمصداقية عدسات الآلة الصماء ؛ في حين أنه وعند الرسم بريشة الإنسان تساهم وجهة نظر الرسام الشخصية ؛ ومزاجه وإنطباعاته وإنفعالاته الزمانية والمكانية في إبداعه الفني .

تم التقاط هذه الصور الفوتوغرافية لأثار فرعونية وإسلامية مصرية شهيرة خلال الفترة ما بين عامي 1849 و 1851م في بدايات إختراع الكاميرا الفوتوغرافية الخشبية . وتم تحميض الأفلام في مواقع التصوير بإستخدام جرادل من الأحماض .

التقط هذه الصور شخص فرنسي يدعى "مكسيم دو كامب". وهو إبن جراح ثري جاء إلى مصر رافقه الكاتب "جوستاف قلوبرت" .

بمضي الزمن آلت ملكية هذه الصور إلى شخص من جنوب أفيقيا . .. وقد بلغ عدد الصور التي التقطها مكسيم 59 صورة . ومن المتوقع عرض الصور للبيع في مزاد علني عالمي قريباً ..... وقد وضع مشرفوا المزاد مبلغ 25,000 دولار كحد أدنى لفتح المزاد .. وبالطبع فإن المواقع أن يزيد السعر كثيرا عن هذا الحد الأدنى.

وفي الوقت الذي يقف فيه الخبر عند هذا الحد من الأهمية لدى الصحافة الغربية .. فإن الذي ينبغي أن يلفت إهتمامنا هو مدى الجهد الذي بذله الزعيم المصري الراحل "جمال عبد الناصر" في إصلاح وإعادة تأهيل البنية الأساسية لهذه المواقع الأثرية . والعمل على ترميمها بمساعدة وتمويل مصري عالمي ؛ لاسيما من منظمة اليونسكو والعديد من جمعيات حماية الآثار العالمية.

كذلك فقد قاد جمال عبد الناصر حملة عالمية بعنوان (أنقذوا آثار النوبة) . أفلح جراءها في نقل معظم الآثار المصرية من مواقعها القديمة إلى مواقع جديدة ؛ لدرء تعرضها إلى الغرق تحت مياه بحيرة السد العالي ، التي كانت تسمى في الماضي (بحيرة ناصر).
  

الأهرامات وأبو الهول قبل 170 عام .. الإهمال واضح

معبد أبو سمبل قبل نقله من مكانه وترميمه قبيل بناء السد العالي

جبانة رمسيس الثاني 


معبد الكرنك (بناه رمسيس الثالث) في طيبة (الأقصر حاليا)

 مسجد قاني باي


مسجد السلطان حسين (من عصر المماليك) في القاهرة

معبد إيزيس قبل نقله تجنبا لإحتمال غرقه بعد إكتمال بناء السد العالي

مسجد بلال بن رباح

افريز معبد \ندرا – جنوب مصر جوار مدينة قنا الحالية في الصعيد 

السبت، 6 أغسطس 2016

فيديو إعتداء على سوداني بالسعودية





فيديو إعتداء على سوداني  بالسعودية


تعرض هذا المغترب السوداني لهذا الإعتداء بالإهانة والضرب والسب من جانب مواطن سعودي في  أحد شوارع السعودية ، بسبب حادث مروري طفيف .. وكان يجب أن يترك الأمر لمعالجة دورية المرور ... ولكن هذا المتجبر المتعجرف المستغل لظروف هذا الإنسان الغريب عن أهله وبلاده ؛ آثر أن يتدخل لا لشيء سوى التنفيس عن جوانب نقص كامنة فيه . وهو يدرك مسبقاً أن هذا الإنسان الواقف أمامه ضعيف مغلوب على أمره.
ولم يتوقف المعتدي عن ضرب هذا المسكين إلا بعد أن توقف ذوي المروءة من سائقي السيارات العابرة في الطريق . والتدخل لحمايته بالتي هي أحسن.

الظلم ظلمات .. وإستغلال ظروف الناس وضعفهم هو أقصى درجات الظلم والجبن وقلة المروءة....... اللهم أره في هذا المسكين المغلوب على أمره عجائب قدرتك .... وسلط عليه من لا يرحمه ولا يخشاك ولا يخافك.

حسبنا الله ونعم الوكــيل.

الثلاثاء، 2 أغسطس 2016

بعد قميص ميسي .. هل يأتي البوكيمون ؟



بعد قميص ميسي .. هل يأتي البوكيمون؟

مصعب المشـرّف
2 أوغـسـت 2016م


الخدعة والغش المفضوح الطعم الذي إيتلعهما الرئيس عمر البشير بشهية يحسد عليها ؛ حين صدق أن ميسي قد أرسل إليه إحد قمصانه هدية كتعبير عن إعجابه ومؤازرته له ..... هذه الخدعة والغش ما كان لأبطالها من مندوبي مؤسسة Leading Edge للدعاية والإعلان  والعلاقات العامة ..... ما كان لهؤلاء النصابين وعلى رأسهم تلك الشمطاء الماكرة أن يعبروا الموانع البروتوكولية ؛ والوصول إلى داخل مكتب رئيس جمهورية بهذه السهولة ؛  لولا أنه كان لهم داخل القصر شركاء إستراتيجيون ؛ قبضوا من العمولات ما يسيل له لعاب الأفندية في دولة أفريقية فقيرة ....... ولا ندري ما هو الآتي بعد فضيحة القميص و مسرحية الزعامة ؟ .... يبدو أنه لم يتبقى بعد ذلك سوى البوكيمون .

أخطاء مكتب رئاسة الجمهورية لم تعد بخافية على أحد . خاصة في زمن حرية المعلومة وسهولة الوصول إلى الحقائق من خلال إستخدام وسائط المعلوماتية الشائعة.
أخطاء مكتب رئاسة الجمهورية من الغفلة والسذاجة والحماقة بمكان حتى ليخيل إليك أنها من بنات أفكار عمك تنقــو.

فعلوها قبل ذلك عندما جاءت المطربة السورية أصالة للغناء في حفل زواج إبنة ثري سوداني . فأعدت لها الرئاسة إستقبالاً رسميا لم يكن يحلم به شكري القوتلي .... ومن صالة كبار الزوار بالمطار خرجت أصالة في موكب رسمي مهيب معية وزير الإعلام ونصف موظفي وزارته ؛ دون أن يأبه أحد لصرخاتها وتوسلاتها وصيحات زوجها آنذاك (أيمن الذهبي) و طليقها فيما بعد ؛ وهو يستجدي المرافقين ويصحح لهم المعلومة (على طريقة إحنا بتوع الأوتوبيس) بالقول :
- (إحـنـا بتــوع الفـــرح ).

ثم فعلوها في غفلتهم عن تنبيه الجانب المصري بضرورة وضع العلم السوداني خلف مقعد رئيس الجمهورية ..... ورفض تعليق خريطة سياسية تشمل أراضي سودانية محتلة ..... ثم عند إستقبال رئيس الجمهورية لمطرب يقال له إيهاب توفيق إستعـلى الملحق الثقافي لسفارة بلاده أو ممثل له عن مرافقته إلى القصر.

وكثيرون يتهكمون اليوم على وزارة الإعلام والصحف الورقية ، والقنوات الفضائية الرسمية والولائية والتجارية في محاولاتها الساذجة الحجرية العصر إستغفال الشعب .. ويكرر النصح لها بأن تواكب عصر المعلوماتية ؛ فتحترم نفسها قبل غيرها وتتحلى بالقدر اللازم من المهنية على أقل تقدير.

واليوم ومع نمو حجم الفضيحة وتداول الألسنة لها في الداخل والخارج . فقد إنبرى البعض يدافع عن موقف الرئيس البشير وشركاء الداخل .. ويسعى لتجريم الحيزبون مندوبة مؤسسة ليدنج إيدج وحدها .......

مثل هذه التبريرات لا تكفي بالطبع .... حتى لو إفترضنا حسن النية في الضحية ..... المسئولية تقع على عاتق الجميع ... النصابون والمنصوب عليهم ؛ لأن القانون لا يحمي المغفلين ..... ولعلنا نتمثل هنا بقول إبن القيم :
فإن كنت لا تدري فتلك مصيبة ..... وإن كنت تدري فالمصيبة أعظم.

إختيار إسم لاعب كرة القدم ميسي لم يكن موفقاً لهذا النصب والإحتيال من حيث المبدأ .... فميسي لا يعرف عنه تعاطفا مع مسلمين أو عرب .. بقدر ما أشتهر به من تعاطف مع إسرائيل . وأنه سبق له التبرع بمليون دولار لمصلحة إسرائيل أثناء حربها في قطاع غزة.
كذلك يواجه اللاعب ميسي تهماً بالتهرب الضريبي داخل أسبانيا .. وهي جريمة ستعرضه للسجن لا محالة لو تمت إدانته في المحكمة ....
وبحصيلة نهائية يمكن القول أن ميسي؛  ليس بذلك الشخص الذي يمكن إعتباره مثلاً أعلى أو جديـــر بالإحـترام حتى بالنسبة لعشاق كرة القدم.

لقد طفح الكيل ...... ولم يعد هناك من جدوى للسكوت والتعويل على سلاح النسيان ... فالشعب لا ينسى ....
مضى زمان الصحافة الورقية التي يقرؤها الناس صباحا ؛ ويفرشون عليها طعامهم آخـر النهــار .....
أصبحت الشفافية والتوثيق لكل كبيرة وصغيرة سمة العصر . فمعطيات حرية المعلومة الحديثة جعلت من كل حادثة وخبر متاحاً للقراءة والمشاهدة لسنوات ممتدة عبر الشبكة العنكبوتية.....

لابد من الشروع في إجراء تحقيقات رسمية صارمة لمعرفة ملابسات ما حدث .... ومن هم المتورطون من الجانب السوداني في طبخ هذا الإحتيال الذي نما وتحول إلى فضيحة مدوية ؛ جعل من السودان بكل تاريخه وإرثه الأخلاقي مدعاة للضحك والسخرية على نطاق العالم ....
لقد كان العالم العربي يضحك قبل (صفقة) شراء رئاسة الجمهورية لقميص ميسي المزور ..... كان يضحك من الخليج إلى المحيط على شخصية الصعيدي الذي إشترى التروماي في ميدان العتبة ..... ولكنه اليوم يقف مذهولاً مندهشا من هول ما جرى في الخرطوم .....
وحتما سيكون لهذه الحادثة ما بعدها من منتجات فنية كوميدية ساخرة ؛ بعد أن تنسحب الدهشة وتترسـب أملاح الكارثة والفاجعة في ثنايا  الذاكرة ، وتتحول إلى إنطباع راسـخ.


تعدد حالات النصب والإحتيال التي تعرض لها الرئيس عمر البشير.  وتلك التي سيتعرض لها مستقبلاً لامحالة إن إستمر الحال على هذا المنوال ؛ يستدعي للذاكرة بعضا من العبقرية التي كان يتمتع بها الرئيس السوري الراحل (حافظ الأسد) ؛ عندما إستدعى جهاز أمن دولته ومخابراته ، وأمرهما بأن يتم التدقيق على مقابلاته ومراقبة سكناته وحركاته  والتصنت على مكالماته هو قبل غيره  .....  فكان أن عاش مستوراً مهاباً  ومات محترما.

ولعلنا هنا ولمقتضيات هيبة البلاد ومصداقيتها التي يمثلها المواطن الجالس على كرسي رئاسة الجمهورية ... فلربما نرى أنه قد آن أوان إستحداث روتين بقوانين ولوائح تمنع تفلت مكتب رئاسة الجمهورية ولجم هذه العشوائية . حتى لو أدى الأمر إلى وضع هذا المكتب تحت رقابة وتدقيق أجهزة المخابرات الوطنية .... وبما يحول دون تمرير أمثال هؤلاء النصابين إلى مكتب رئيس الجمهورية . أو خرق البروتوكول والمساس بهيبة المنصب على هذا النحو من البساطة والسهولة المثيرة للقلق.

واقع الأمر فإن أكثر ما يخشاه البعض يتمحور في أن هناك سماسرة في الوسط ممن لا يهتم سوى بما يصب في جيوبهم  من الهدايا الثمينة .. والعمولات التي سيحصلون عليها من النصابين الدوليين والعرب والأفارقة ، نظير مساهمتهم في تسهيل وصولهم لشخص رئيس الجمهورية . بعد إقناعه بأن الأمر سيكون له الأثـر في تلميع صورته أمام الرأي العام المحلي والأفريقي والعالمي . وبما يساهم في تمزيق مذكرة القبض والجلب الصادرة من قضاة المحكمة الجنائية الدولية ؛ بشأن إتهامات تتعلق بالإبادة الجماعية وإنتهاك جقوق الإنسان في إقليم دارفور.

لقد فعلت هذه المذكرة بالرئيس عمر البشير (على المستوى الشخصي) ما فعلت .... وهي تتفاقم وتضغط عليه نفسيا كلما تقدم به العمر ... وهي وإن كانت مصيبة على المستوى الشخصي . فإن مصيبتها على السودان أعم وأعظم.... والولايات المتحدة بوجه خاص ترفض الإنصات لمقولات وحجج بأن العقوبات إنما يعاني منها الشعب وحده .... فهي في المقابل على قناعة بأن هذه العقوبات من شأنها أن تستنهض الشعوب ؛ وتدفعها إلى الثورة على أنظمتها السياسية الحاكمة.

متى يدرك الرئيس البشير أن كل ما يأتي إليه به النصابون من حلول ومقترحات . وحيل للخروج من مطب المحكمة الجنائية الدولية والفكاك من الحصار إنما هو محض هراء ؟

هناك اليوم من يعول على (إثارة) إتهامات بتلقي شهود الإتهام أمام المحكمة الجنائية الدولية رشـاوى ....  أو أن هناك رشاوى من مصدر مــا تلقاها مكتب المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية .... وأنه بالإمكان إلغاء الإتهامات الموجهة للرئيس البشير .
هذه المحاولة لن تجدي فتيلا  .. فإذا كان هناك شهود إتهام سيعترفون على الملأ بأنهم تلقوا رشاوي لإدانة البشير . فإن ذلك سيثير الشكوك ؛ ويعزز احتمالات  أنهم تلقوا رشاوي من الحكومة السودانية لتغيير أقوالهم وعكس شهادتهم السابقة.
ثم أنه لا يمكن أن تكتسب مثل هذه الإستنتاجات بتلقي الشهود رشاوى ... لايمكن أن تكتسب حجة قانونية قابلة للطرح والإستدلال ما لم يتم إثارتها داخل أروقة المحكمة أمام منصة القضاء أثناء سير المحاكمة .
وهو ما يعني بشكل مباشر أن تظل المحكمة الجنائية الدولية قيد التواجد والإنعقاد ... ويضاف إلى ذلك أن المحكمة ستطلب في هذه الحالة حضور ممثلي الدفاع أمامها للنفي .... وقبول المحكمة الجنائية حضور ممثلي الدفاع للنفي لا يكون إلا بعد إلقاء القبض على المتهم .... ثم وبحضور (المتهم) شخصياً ، والجلوس في قفص الإتهام داخل قاعة المحكمة في لاهاي.

ثم أن على الشهود الذين سيعترفون بأنهم تلقوا رشاوى بغية توجيه الإتهامات للرئيس عمر البشير .... على هؤلاء الشهود أن يثبتوا لهيئة قضاة المحكمة الجنائية الدولية في هذه الدعوى .... عليهم أن يثبتوا أنهم تعرضوا لضغوط تهدد حياتهم للإدلاء بشهادات زور ... وإلا فإن إعترافهم بأنهم تلقوا رشاوى مالية سيعرضهم تلقائياً للمحاكمة والسجن......

إحتمال إنسحاب الدول الأفريقية من عضوية المحكمة لن يؤدي إلى حلها ؛ لأنها وببساطة لم تكن هي التي شكلتها ... وليست هي التي تنفق عليها.
وحتى لو جرى حل هذه المحكمة اليوم فإن قرار الحل لن يسري على تاريخ سابق ... وبالتالي فإن جميع الدعاوى الماثلة أمامها اليوم ؛ سيتم تحويلها إلى محاكم جنائية أوروبية أخرى ترتبط فيما بينها بعلاقات وأطر ضمن منظومة الإتحاد الأوروبي المحكمة التنسيق... وهو ما يعني بالضرورة إذعان كل دولة عضو في هذا الإتحاد لتنفيذ مذكرات قبض وجلب صادرة من محكمة جنائية في دولة أخرى من الدول الأعضاء في هذا الإتحاد.
وفي كل الأحوال فإن على الرئيس عمر البشير (شخصياً) أن يدرك  أنه يواجه تهماً أمام محكمة جنائية تستلزم حضوره أمامها .... وليس أمام محكمة مدنية يستطيع أن يكتفي بتوكيل محامي للدفاع عنه في غيابه.

ويتبقى بعد كل هذا الإشارة إلى الإحتفالية التي أقامتها إحدى المؤسسات الأكاديمية الأثيوبية ومنحت خلالها عمر البشير أوسمة ، وخلعت عليه لقباً بالزعامة الأفريقية ..... ويثور هنا تساؤل حول موقع هذه المؤسسة التعليمية  بوصفها مؤسسة أكاديمية وطنية أثيوبية محلية ولا علاقة لها بالإتحاد الأفريقي .... وحيث لم يصدر قرار رسمي بهذا الشأن من مؤتمر لقمة أفريقية .. وهو ما يفسر خلو الإحتفالية من تمثيل رسمي قاري ؛ ناهيك عن حضور رؤساء أفارقة ... لا بل وأحجم رئيس الوزراء الأثيوبي عن المشاركة فيها ، وإنشغل بدلاً عن ذلك بإستقبال وتلقي أوراق إعتماد بعض سفراء الدول الأجنبية في بلاده.


على البعض من البلهاء والبوابين ؛ ومنتجات إذاعة صوت العرب والتعليب الإعلامي العربي الناصري النمطي إدراك أن الظروف الإجتماعية والسياسية التي كانت بالأمس قد زالت اليوم ... وأن القناعات التي تكونت خلال حقبة الخمسينات من القرن الماضي قد أكل الدهر عليها وشرب ... فلم يعـد هناك وجود أو حاجة لزعـامات  بقدر ما باتت الشعوب والكيانات تبحث عن قيادات واقعية منتجة بمقاييس مهاتير محمد ؛ تحقق إنجازات في مجالات التنمية المتعددة . والنهوض بقدرات المجتمع تجاه أهداف ؛ وغايات مرصودة دقيقة محسوبة ، لاتحتمل الوعود العجفاء أو تكتفي بالعنتريات والخطب الرنانة .....  والتهديد والوعيد خلف مكبرات الصوت بمحاربة طواحين الهواء. 

ولعلنا هنا نتساءل أيضا عن مغـزى نأي حلفاء عمر البشير من الإسلاميين في حزب المؤتمر الوطني  ونظام الإنقاذ عن الإطلالة البهية ، والمشاركة في استقبال رئيس الجمهورية عند عودته حاملً لقب الزعامة من أديس أبابا ... وحيث تحملت خزينة ولاية الخرطوم وحدها التمويل ، وأعباء الحشد والتنظيم على يد واليها الفريق عبد الرحيم محمد حسين.

الخميس، 28 يوليو 2016

لحظة سقوط بابا الفاتيكان الشجاع

لحظة سقوط بابا الفاتيكان الشجاع
مصعب المشـرّف
28 يوليو 2016م


أصيب أتباع الديانة المسيحية الكاثوليكية بصدمة عنيفة وهم يشاهدون بابا الفاتيكان (فرانسيس) يسقط أمامشاشات التلفزة والكاميرات أثناء تقدمه لأداء مراسيم صلوات كنسية في بولندا .. يبلغ بابا الفاتيكان من العمر 79سنة ....


ويحفظ له التاريخ أنه نصـر أشرف الخلق صلى الله عليه وسلم في لفتة شجاعة أثناء زيارته للفلبين حين هاجمأصحاب ورسامي مجلة كاريكاتير فرنسية نشرت رسومات مسيئة للإسلام ولرسول الله صلى الله عليه وسلم ...وقال هذا البابا في معرض نصرته لأشرف الخلق :
-         أن الإساءة للرسل والأنبياء أصحاب الرسالات السماوية غير مقبولة أو مبررة على الإطلاق ...
وزاد على ذلك يدافع عن ردود أفعال بعض المسلمين حين هاجموا مقر الصحيفة الفرنسية وقتلوا عددا منالرسامين المقترفين لجريمة الإساءة هذه .. زاد على ذلك بالقول:
-          (أن من يسيء إلى أمي لن أتردد في ضربه بالبوكس على وجهه) ..... 

جاء كل هذا في وقت شهد صمت العالمين العربي والإسلامي وتقاعس شيخ الجامع الأزهر عن نصرة رسول الله صلى الله عليه وسلم خوفاً من أن يفقد منصبه الثمين . وتقية من أن يوصف بأنه يحرض على الإرهاب....

وصدق الله عز وجل حين قال (ألا تنصروه فقد نصره الله) ... فجاء هذا النصر من رمز المسيحية الكاثوليكيةليؤكد عظمة رسول الله صلى الله عليه وسلم .. وأننا نخسر الكثير حين نتردد في نصرته  ..... اللهم أرحمالأنصار وأبناء الأنصار وأبناء أبناء الأنصار ....... وألف سلامة عليك أيها البابا الشجاع الذي أخجلت زعماءالعالم الإسلامي وشيخ الجامع الأزهر آنذاك.

مزيد من الصور عن الحادثة المؤلمة