الخميس، 31 أكتوبر 2013

إستفتاء أبيي .. أين منه المسيرية والحكومة والمعارضة ؟


إستفتاء أبيي .. أين منه المسيرية والحكومة والمعارضة ؟


مصعب المشرّف:

 
·   لماذا لا يذهب المسيرية إلى إجراء إستفتاء من جانب واحد لتفريغ نتائج وأغراض إستفتاء دينكا نقوك من معانيه؟

·       لماذا يصمت المسيرية ولم يقيموا الدنيا في وجه هذا الإستفتاء الخبيث؟

·       ألا يعلم المسيرية أن الأرض هي صنو العرض؟ .. وأن التفريط في الأرض كالتفريط في الشرف؟

·       إلى متى يظل نحاس المسيرية نائماً في بيته يعلوه التراب ؟

·   أما آن لخيول المسيرية العاديات ضبحا فالموريات قدحا فالمغيرات صبحا أن تنفض عن حوافرها النمل والسوس؟

·   لوحظ أن هناك أكثر من تحرك إستثنائي داخلي للحكومة والمعارضة للتغطية على هذا الإستفتاء وإلهاء الشعب عنه.

·   إذا لم تكن نتائج هذا الإستفتاء ملزمة قانونياً . فهو ملزم معنوياً ويعطي مطالب دينكا نقوك ورقة عرفية قابلة للتقنين لاحقاً من باب التسليم بالأمر الواقع. ومطالبات بأخذ (شرعية الصناديق) في الإعتبار.

·   هل باع البعض أرض أبيي مقابل حفنة من الدولارات ، وشحنات بترولية تذهب إلى حسابات شخصية في بنوك ماليزيا وسنغافورة ودبي وأندونيسيا؟

...........................
 
 
إن أبرز ما يخطر على البال عند النظر في الإستفتاء من طرف واحد الذي نفذته قبائل دينكا نقوك في منطقة أبيي تحت سمع وبصر حكومتي جوبا والخرطوم والإتحاد الأفريقي ......  الذي يلفت النظر أنه قوبل بصمت مخجل من جانب كافة الحركات المسلحة المتمردة على نظام المؤتمر الوطني الحاكم . أو كأن ّ إقليم أبيي لايعني للجبهة الثورية وأخواتها وبنات عمها  شيئاً ، وأنه ليس جزءاً عزيزاً من أرض السودان .... فهل قبض الجميع الثمن البخـس ؛ وصار التقسيم الجهوي القبلي للسودان أمراً واقعاً متفق عليه ؛ ولا ينتظر تنفيذه سوى الوقت الملائم أم ماذا؟

بل ولاحظنا أن هناك أكثر من تحرك إستثنائي داخلي قام به رئيس الجمهورية . ونشاط مسلح مفاجيء بعد سبات عميق للجبهة الثورية في دارفور والنيل الأزرق وجنوب كردفان . وصدور بيانات مفرقعة عن الإستيلاء على بعض المدن والحاميات .... ثم وحركات مسرحية لبعض زعماء ورموز المعارضة في الأحزاب القومية السياسية ؛ في توقيت هذا الإستفتاء بالذات .... ولدرجة كاد فيها هذا النشاط المشبوه في هذا التوقيت بالذات أن يغطي على إستفتاء دينكا نقوك ويشغل البال عن مناقشته والبحث في تداعياته .

مثل هذه "الحركات المسرحية" لا نعتبرها محاولة لدس الرؤوس في الرمال بقدر ما نظن أنها مقصودة عن عمد ؛ وكحلقة في مسلسل تنازل العار التاريخي المخجل عن منطقة أبيي لدولة جنوب السودان .

ثم كانت الملاحظة الأخرى صدور بيانات خجولة وعلى إستحياء برفضه من جانب حكومة المؤتمر الوطني وما يسمى بلجنة الأمن والسلم الأفريقي و"خبثاء أفريقيا" الذين لايثقون في كل ما هو عربي أو يمت إلى العروبة بصلة دم أو لسان وثقافة .. ويرغبون في تحويل السودان إلى دولة أفريقية  كاملة الأوصاف حتى لو تعارض ذلك مع كافة المعطيات الديموغرافية والثقافية السائدة. أو أدى إلى تقسيمه إلى عدة بلدان قبلية هامشية قارية طفيلية متسولة.

إن أول سؤال يطرح نفسه هنا هو :

-    لماذا لا يذهب المسيرية إلى إجراء إستفتاء مماثل لتفريغ نتائج ومعطيات إستفتاء  دينكا نقوك من معانيه؟

وهل يظن المسيرية أن حكومة الخرطوم ولجنة "خبثاء أفريقيا"برئاسة ثومانبيكي ستكونان أحرص منهم على إبقاء أبيي ضمن إطار السودان الموحد ؟

أم هل يظن المسيرية أن أرض أبيي قسائم أراضي سكنية ؛ وينتظرون من حكومة الولاية تخطيطها وتقسيمها عليهم بالقرعــة وشختـك بخـتـك؟

أم هل يظن المسيرية أن التعويض المالي عن أرضهم سيكون أقل تكلفة من القتال ويا دار ما دخلك شر؟

بل وهل يظن المسيرية أن العالم أجمع سيكون أحرص منهم على إبقاء أبيي ضمن حدود أرضهم ؟

ألا يعلم المسيرية أن الأرض هي صنو العرض؟

ألا يعلم المسيرية أن التفريط في الأرض كالتفريط في الشرف؟

وهل يخاف أهل الأرض الحرب ؟؟ ... فلتكن إذن الحرب وتسيل الدماء النبيلة رخيصة في سبيل الحفاظ على العرض وصيانة الشرف.

أولم يسمع المسيرية بقول الشـاعر:

( لايسلم الشرف الرفيع من الأذى ...... حتى يراق على جوانبه الدم ) ؟

إذا كانت قبائل دينكا نقوك قد ترجمت الأقوال إلى أفعال ؛ فنحن أولى الناس بترجمة أقوالنا إلى عشـرة أمثالها أفعال.

فإلى متى يظل نحاس المسيرية نائماً في بيته يعلوه التراب ؟

 

أما آن لخيول المسيرية العاديات ضبحا فالموريات قدحا فالمغيرات صبحا أن تنفض عن حوافرها النمل والسوس؟

 


إذا كان دينكا نقوك يرغب بمثل هذا الإستفتاء أن يمسك في يده ورقة ينافح الغير بها ويحتج ويدافع . فلا أقل من أن يحرص المسيري بالحصول على نفس الورقة حتى تتعادل الكفتان.

إن التكاسل وهز الكتفين واللامبالاة والذهاب للنوم في العسل ، عقب الإستماع إلى مقولات الحكومة السودانية وحكومة جوبا بأن هذا الإستفتاء غير شرعي ولا يلزم أحداً ليس كافيا . بل هو قول يصاغ ويفهم ضمن (إكليشيهات سياسية) للحكومات بغرض التهدئة ؛ ومن قبيل إظهار خلاف ما تضمر والتمنع وهي راغبة.

ثم أن الحكومة لو كانت جادة لذهبت إلى منع مثل هذا الإستفتاء بما تمتلكه من حق في إدارة منطقة أبيي.

وكذلك كانت قد فعلت كل من حكومة دولة جنوب السودان من جهة . ومنظمة الإتحاد الأفريقي من جهة أخرى لو كانتا جادتان في رفض إجراء هذا الإستفتاء من جانب واحد ؛ وبهذه الآلية الغير شفافة وسط أفراد قبيلة تزيد معدلات الأمية فيها عن نسبة 99% .

لماذا إنتظر كل هؤلاء حتى إقامة الإستفتاء ؛ ثم التحرك بعد ذلك للمطالبة بإلغاء نتائجه؟

هل أصبح دينكا نقوك بحكم الأمر الواقع دولة داخل دولة؟
 
 
إن كافة التصريحات التي تصدر عن حكومات وأحزاب سياسية ومنظمات إقليمية وعالمية في هذا الوقت بالذات تظل محض مسكنات ، وهدفها الخفي السماح بتمرير هذا الإستفتاء تمهيداً لوضعه غداً على طاولة المفاوضات ، والضغط به كورقة فاعلة في مواجهة حكومة حزب المؤتمر الوطني التي لم تعد في حاجة إلى ضغوط خارجية بعد أن بلغ بها الجهد والإفلاس والعزلة الداخلية والإقليمية والعربية والدولية كل مأخـذ . وعلى نحو أضحت فيه حكومة "تنازلات" بكل ما تحمله هذه الكلمة من معنى . وفي كل الإتجاهات والحقول التكتيكية والإستراتيجية والأمنية على حد سواء.

هناك مشكلة كأداء متمثلة في وزارة الخارجية السودانية وما آلت إليه أوضاعها وأسلوبها الباهت الفاشل في النشاط الدبلوماسي .. مشكلة يدركها الجميع الآن ويشير إليها كل مراقب بالبنان... ويبدو أن "قرارات الصالح العام" قد فعلت مفعولها السام أكثر ما فعلت في هذه الوزارة بالذات ؛ التي كانت تؤدي مهامها الدبلوماسية بمهنية وإحترافية راسخة المقام فيما مضى . وحافظت على كوادرها وتناغم إيقاعها طوال تقلبها بين العهود والحكومات مابين عامي 1956م و 1989م بوصفها (وزارة السودان) وليست وزارة حزب وكيان.
 
وقد أصبحنا نرى وزارة الخارجية تعمل وفق أسلوب "جاء يكحلها عماها" تارة ... و "خربانة أم بنايـاً قــش" تارة أخرى .... ففي الوقت الذي بذلت فيه جهد المكثر وأنفقت فيه الملايين من العملات الصعبة للحصول على  دعم أفريقي بشأن المحكمة الجنائية . إذا بها تجعل من الرئيس البشير كبش الفداء .. وفي الوقت الذي صممت فيه الحصول على تأشيرة دخول الولايات المتحدة للرئيس البشير إذا بالأمر يتحول إلى لطمة مهينة ساخرة .. وأما عن ذهاب البشير للسعودية للقاء مليكها أو ترويكيا الحكم فيها عبر أدائه لفريضة الحج فحدث عن ذلك ولا حرج .. وليته لم يذهب . فقد إنتهى الأمر بأن جرى توسيط الشيخ السديس خطيب وإمام المسجد الحرام لأجل الحصول على مجرد إستقبال ومصافحة من ولي العهد السعودي الأمير سلمان بن عبد العزيز . وكان ملحوظاً حرص الإعلام السعودي الرسمي التقاط صورة اللحظة التي قدم فيها الشيخ السديس الرئيس عمر البشير لولي العهد السعودي ؛ والذي إكتفى بمصافحته بيده اليمنى فقط دون أن يحضنه وتبويس لحيته ذات اليمين وذات اليسار كما جرت عادة العرب أو كما فعل مع غيره من رؤساء وزارات .....  بل ودون أن تلتقي عيناه بعينيه وفق ما وضح من الصور التي كانت واضحة الرسالة ودون لبس أو مجال للشك ..
الشيخ السديس يقدّم الرئيس عمر البشير لولي العهد السعودي
 
ثم كانت الطامة الكبرى حين بترت صحيفة الشرق الأوسط السعودية المقربة للعائلة الحاكمة صورة البشير التي جمعت بينه وبين الأمير سلمان ورؤساء تركيا وباكستان جلوساً على الكراسي ......  وحيث تقتضي بروتوكوت مثل هذا اللقاء أن يقوم رئيس المراسم بتقديم الضيف إلى المضيف وليس خطيب وإمام المسجد الحرام الذي بدأ وكأن الرئيس البشير قد دخل القاعة في معيته وتحت "كفالته".
 
 
ولم يتم الإكتفاء بهذا التكحيل المعمي . بل نرى وزارة الخارجية قد رسمت زيارة لا معنى لها للرئيس البشير إلى دولة جنوب السودان التي كانت فيما مضى مجرد إقليم تابع له . وكيف كان هزالة مقاصد تلك الزيارة التي يبدو أن الخارجية السودانية قد ظنت أنها والحج إلى بيت الله الحرام كفيلتان بإعادة الهيبة الداخلية لحزب المؤتمر الوطني عقب أحداث 23 سبتمبر ... وهو ما جعل البعض يتساءل مستغرباً عما إذا كان قرار إعفاء حملة جوازات السفر الديبلوماسية ورجال الأعمال في البلدين من الحصول على تأشيرة دخول يستاهل سفر رئيس جمهورية السودان إلى جوبا لتوقيعه؟
إننا لا نفهم كيف أنه وفي الوقت الذي تنشط فيه حكومة المؤتمر الوطني في الضغط على أبناء شعبها وتضيق بهم وبالرأي الآخر حتى لو كان بدرجة الناصح الأمين .. كيف نجدها تتعامل مع كل ما هو متعلق بحكومة جوبا بطريقة هلامية مستكينة غاية في الإنبطاح والهوان .. والسبب بالطبع خوفها من ردود الأفعال الأمريكية السالبة عندما يتعلق الأمر بدولة جنوب السودان ، والظن الكاذب بأن الولايات المتحدة لاتغض الطرف عن ما يجري بين حزب المؤتمر الوطني وعامة الشعب في السودان من حراك حاكمي إلا كثمن لرضاء حكومة الخرطوم بالإنبطاح أمام جوبا ودينكا نقوك.

واقع الأمر أن حكومة الخرطوم واهمة في كل ما تظن أو ما جرى الإيحاء لها به في جدلية هذه العلاقة بينها وبين جوبا من جهة وواشنطون من جهة أخرى.

الطريف أن واشنطون لم ترضى في يوم من الأيام عن حكومة المؤتمر الوطني أو حكومة الإنقاذ بغض النظر عن المسميات والعناوين ... وهي لن ترضى عن هذه الحكومة حتى يلج الجمل في سم الخياط .... وستظل واشنطون تطالب الخرطوم بمزيد من التنازلات الأقسى كلما رضخت الخرطوم وقدمت التنازل تلو الآخر.

ولا ندري إلى متى تظل حكومة حزب المؤتمر الوطني تقدم التنازلات  بلافائدة ترجـى أو تلوح في الأفق البعيد.

الاثنين، 28 أكتوبر 2013

صور زواج أطول رجل في العالم

صور زواج أطول رجل في العالم

التركي سلطان كوزين (8 أقدام و 3 بوصة) 240سم عثر مؤخراً على شريكة حياته التي رضيت به زوجاً رغم طوله الإستثنائي  حيث يعتبر واحد من ضمن أطول عشرة أشخاص في العالم .
يبلغ سلطان كوزين من العمر 30 سنة الآن ويحترف مهنة الزراعة ..... أما زوجته وإسمها ميرف ديبو فيبلغ طولها 170 سم
 
 












الأحد، 27 أكتوبر 2013

أســوأ عمليات تجميل في العالم


أســوأ عمليات تجميل في العالم
 
عمليات التجميل تبدأ أولاً بعملية واحدة لعضو يكون عادة في الوجه مثل الأنف والفم والفم ... ولكن شيئا فشيئاً يكتشف البعض أن العملية الأولى قد أحدثت خلللاً في المظهر العام للوجه . فيذهب إلى تعديل حجم عضو آخر ... وهكذا يتحول الأمر إلى إدمان ومرض نفسي لا علاج منه مثل ما جرى للعديد من المشاهير والأثرياء وحتى المغمورين على النحو الوارد أدناه لما يعتبر أسوأ عمليات تجميل حتى تاريخه.


 
 أطلقوا عليها لقب "وحش الأربعة مليون دولار" .... فقد أنفقت هذه الملايين لأجل أن تصبح جميلة طوال الفرتة من العام 1970م إلى 2008م ولكن بلا فائدة . بل على العكس كانت كلما أجرت عملية تجميل إزدادت قبحا.

 
هذه الفتاة الكورية بدأت عمليات التجميل بأنفها الذي كان أفطساً على هيئة أنوف شعوب الشرق الأقصى .. ثم تطور الأمر فأجرت عمليات متعددة لعينيها  وشفتيها ووجنتيها دون أن تقتنع بشكلها الذي تحلم به . وعندما أنفقت كل أموالها التي تمتلكها والتي تكسبها من عملها كمطربة مغمورة في ملهى ليلي . ذهبت لتجربة طرق شعبية بلدية فأصبحت تحقن وجهها بزيت الطعام فكان ما كان حسب الصورة. 

 
ملك البوب الراحل مايكل جاكسون .. وقصته مع عمليات التجميل معروفة حيث بدأت بالأنف ثم تعددت العمليات وأصيب بالبرص فذهب إلى تبييض جميع أنحاء جسده وانتهى به المطاف على هذا النحو . ولسان حاله يردد "وداوني بالتي كانت هي الداء".
 

 
هذا الرجل القط ... إسمه دينيس أفنار .... أراد أن يكون وجهه شبيه بالقط فأصبح مسخاً لا هو وجه إنسان ولا هو وجه قط .. ولكنه مع ذلك سعيد على ما يبدو.
 

 
وهذا إسمه إيريك إسبراجو .. أراد أن يكون الرجل الضــب . فأجرى عدة عمليات بحيث أصبح شكله في نهاية المطاف على هذا النحو.



إسمها دانتيلا فيرسيس ... مصممة أزياء عالمية شهيرة . ذهبت لإجراء تجميل لأنفها .. ثم عملية تلو عملية حتى أصبحت هكذا ..

 
إسمها "جاكي إستالون" ... لم تترك عضو في وجهها دون أن تجري عليه عملية تجميل فأصبح وجهها (على اليمين) هكذا بعد أن كان (على اليسار) في أمان الله.
 












إسمها "أماندا ليبور" كانت في الماضي ذكر . ثم غير جنسه إلى أنثى عندما أصبح عمرها 15 سنة وبدأت تجري عمليات تجميل لوجهها حتى صارت على هذا النحو الذي تراه... والصورة تغني عن كل مقال.




إسمها مينيلا رومانيني .. كانت تمتاز بشفتيها الممتلئتين (على اليمين) فظنت أنها ستزداد جاذبية لو إزدادت الشفتان إمتلاءاً فأجرت لهما عمليات تجميل على طريقة "جاء يكحلها عماها".
 

السبت، 26 أكتوبر 2013

كذب الإصلاحيون ولو صدقوا


كذب الإصلاحيون ولو صدقوا

مصعب المشرف:

د. غازي العتباني 

كل إناء بما فيه ينضح .. وتكوين غازي العتباني ومجموعته حزب إسلامي جديد بعد الإنشقاق عن الحزب الأم لن تكون على المدي الطويل أكثر من زوبعة في فنجان لسبب بسيط هو أنهم لن يأتون بجديد . ولن يستطيع العتباني ومجموعته إقناع الشعب السوداني بأنهم الإمتداد الملائكي لشياطين الإخوان. ومن ثم إقناع الجماهير الثائرة بالصبر على الوضع القائم عل وعسى يتم تغييره من الداخل بعد حين.

ربما وجدت خطوة الإصلاحيين الجدد بعض الترحيب في الشارع ولدى أروقة المعارضة ؛ لسبب أنها جاءت إنشقاق وتفريغ صوتي عالي في صفوف الحزب الحاكم في هذا الظرف والوقت الشديد الحساسية بالذات ...... هذا كل ما في الأمر.

ثم أن الذي عزز من علو صوت هذه الفرقعة أن حزب المؤتمر الوطني الحاكم لم يكن بالذكاء التكتيكي الذي توقعه البعض ؛ حيث لم يعمل على الإسراع بتعديل وزاري يجهض نجاح أية محاولة إنشقاق داخلي ..... ولكن يبدو أن هدوء الأحوال في الشارع وبسرعة لم تكن متوقعة  قد أغرت الكبار في نظام الحكم القائم بإستمرار اللعب في الشوط الثاني من مباراة رفع الدعم والأسعار بنفس التشكيلة القائمة دون تغيير.
 
 
على أية حال فإن الذي ينبغي أن يعيه هؤلاء الإصلاحيون الإخوان هو أن مطالب ثورة 23 سبتمبر لم تكن في يوم الأيام إصلاح مسار الحزب الحاكم ، بقدر ما كانت وتظل إسقاط هذا الحزب عن هرم السلطة ، والعودة لنظام ديمقراطي ليبرالي لا يعترف بالتعددية فحسب بل يمارسها بحرية وشفافية عبر إنتخابات حرة نزيهة تضمن التداول السلمي الدستوري للسلطة.

إن السؤال الذي يطرح نفسه على المدى القصير هو : ما هي جدوى أن يستنسخ (الإصلاحيون) نفس الفكرة الأساسية بوجوه قديمة ووعود جديدة وهم خارج كراسي الحكم ؟

ثم ألم يكن هؤلاء يوماً ما في السلطة ولا يزال معظمهم داخل البرلمان؟

ألم يكن غازي العتباني أمينا عاما لحزب المؤتمر عام 1996م واستمر حتى عام 1998م . ثم مستشاراً لرئيس الجمهورية ؟ ...... فماذا فعل؟

لماذا إذن يتوقع غازي العتباني ومجموعته الإسلامية الشعارات أن يتم منحهم فرصة جديدة؟... وأين هو هذا الشعب الذي يتوقعون  منه أن يمنحهم هذه الفرصة الجديدة؟ .. وهل يعقل أن يعيد عام 1989م نفسه؟

لقد فشل المشروع الإسلامي في الحكم لأن القائمين عليه والمبشرين به لم يستطيعوا ترجمة الأقوال إلى أفعال.

لقد فشل القائمون على الأمر في تطبيق المشروع الإسلامي لأن قواعد وأساسيات هذا المشروع ليس من صنع بشر . بل هو من تقدير الخالق عز وجل . وبالتالي فإن أي إنحراف عن هذه القواعد يكون مفضوحاً وجالبا للإستغراب والمقارنة والسخرية. ومقياساً دقيقاً ثابتاً للفشل....... وحرام.
 
 
كان "فقه الضرورة"  يقتضي أن يلتزم كل من يتصدى لتطبيق هذا المشروع الإسلامي أن يحرص على (ضرورة) تطبيقه على نفسه وزوجه وولده وأهله في المقام الأول . وليس الحرص بتطبيقه على الغير من الضعفاء وحدهم . أو أن يكون هو أول من يناقض حاله وتصرفه مقاله ... سمعنا بضرورات تبيح محظورات .. مجرد محظورات ... لكننا لم نسمع في دين الله عز وجل وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم بضرورات تحلل حراماً أو تحرم حلالاً على طول الخـط .... وفي كل المواسم ، طالما كانت هذه الضرورات لمصلحة الحزب وقادة الحزب ؛ وأهلهم وذوي قرابتهم وحاشيتهم وحتى جندهم والمؤلفة قلوبهم.

لا نرغب في الدخول بتفاصيل وقائع وحكايات ودلالات فشل المشروع الإسلامي في الحكم . فهذا الفشل في أمثلته وجملته وتفاصيله أصبح واضحاً جلياً لعين اليقين وملموسا ليد المفند ؛ بعد أن ذهب القائمون على الأمر (وبالجملة) لإعمال مبدأ إعفاء الكبار ومعاقبة الصغار.
 
 
كذلك فشل المشروع الإسلامي بعد أن إكتشف حاملوا  راياته أن ملذات الحياة الدنيا لا تدانيها لذة .. وأن نساء الدنيا خير من حور الآخرة .... وأن ذهب وعمولات ودولارات اليوم العاجلة خير من درجات وأجور الآخـرة التي كانوا يبشرون بها الناس قبل وصولهم إلى قمة هرم السلطة وجلوسهم على كراسي الحكم الأخضر.

فشل المشروع الإسلامي حين اكتشف دعاته بعد وصولهم إلى السلطة أن الإسلام ليس مجرد صلاة وصيام وإعفاء لحى وحــفّ شوارب كما كانوا عليه زمان . بل هو ممارسة حياة من الألف إلى الياء ... وشتان ما بين إدعاء الخلافة الراشدة وهم بعيداً عن كراسي السلطة ؛ وبين ممارسة الخلافة الراشدة وهم على هذه الكراسي الخضرة النضرة الحلوة.

والجميع في حزب المؤتمر الوطني وكذلك الشعبي على قناعة راسخة الآن أنه وفي اليوم الذي تتم فيه الإطاحة بنظام الحكم القائم ؛ فلن يتمكتوا من العودة إلى كراسي السلطة أو مفاصل الدولة مرة أخرى ولو بعد مليار عام ........ بل ربما يكون من الصعب على أناس كثر منهم أن يجدوا مناصاً من ضرورة حلاقة لحاهم وإعفاء شواربهم وإرتداء التي شيرت والبيرمودا المشجرة حتى يتمكنوا من مواصلة الحياة ، والسير بأمان في الطريق العام.
 
ماهي الأطروحات "الراشدة" التي سيطرحها علينا حزب غازي الجديد إنشاء الله؟ .. وما هي المأكولات والوجبات السريعة الجديدة التي سيعلمنا أكلها؟

لقد شبع الناس وطفح بهم الكيل من مقولات ومزاعم بعودة الخلافة الراشدة التي كان يعدهم ويبشرهم بها حسن الترابي ... وأعتقد أنه من الصعوبة بمكان أن يتمكن غازي العتباني من إعادة إنتاج نفس الفيلم الهندي حتى لو قام بتعديل السيناريو والحوار ، وأسماء الأبطال ووجوه الكومبارس والمنتج والمخرج ؛ بل وحتى طرق ودور العرض التلفزيوني والسينمائي والمسرحي.
 
 
وفي النهاية لن يكون مصير هذا الحزب الإصلاحي الذي يبشر به غازي العتباني سوى حزب شبيه بتلك الأحزاب الشظايا المسخ التي تكونت بعد إنشقاق البعض عن حزب الأمة وحزب الوطني الإتحادي . ثم إنتهى بها المطاف مجرد متسولين وعواليق ولواييق وطفيليات خضراء عالقة في قعـر زيــر حزب المؤتمر الوطني الحاكم.

 

  

الخميس، 24 أكتوبر 2013

صور من الغابة

صور من الغابة
 

هذه الصور الجميلة إلتقطها مصور من داخل غابات وأدغال جنوب أفريقيا .

 












 


هل كان تمرّد غازي العتباني مسرحية؟


هل كان تمرّد غازي العتباني مسرحية؟

 مصعب المشرّف:

 


طوال سنواتهم في المشهد السياسي .. وعلى خطى الترابي منذ ليلة المتاريس ..... ظل الإخوان أفضل من يبدع المسرحيات السياسية .

عندما تزعّم غازي صلاح الدين العتباني صدر تلك المجموعة التي رفعت مذكرة من أطلقوا على أنفسهم مسمى "الإصلاحيين" .. فرح وهلل البعض المعارض والمخاصم والمعادي لنظام المؤتمر القائم ؛ على إعتبار أنه تصدع وإنشقاق وشيك في هذا الحزب الحاكم الذي إستعصى عليهم أمره بعد أن ركب فيهم ودلدل رجليه ولعب بهم الكورة.

ووفق ما تطورت إليه الأمور لاحقا في العلاقة بين هذه المجموعة (الإصلاحية) وبين رئاسة حزب المؤتمر الوطني .. وعلى ضوء تراجع البعض منهم وإنسحابهم وتخاذلهم بعد أن إنقشع غبار ثورة 23 سبتمبر عن هدوء الأحوال وعودة الحياة العادية إلى الشارع على أقل تقدير .....  وبما أكد لهم أن هذا الحزب لا يزال ممسكاً بزمام الموقف ولو إلى حين. فإن الذي يعيد قراءة فحوى تلك المذكرة الأولى شديدة اللهجة ويحاول قراءة ما بين سطورها . ثم يقرأ ما جاء في المؤتمر الصحفي الأخير الذي تحدث فيه غازي العتباني صحبة بعض اللذين لا يزالون ممسكين بجمر تلك المذكرة .... يلحظ المراقب أن هناك تراجعاً كبيراً ومياعة جلاتينية عالية الجودة من لدن هؤلاء "الإصلاحيون الجدد" على نحو يمكن معه القول بأن الجبل قد تمخض فولد فأرة".... وأن العرجاء لمراحها فعلاً.

الذي يعيد قراءة البيان الصادر بتاريخ 21 أكتوبر 2013 عن من أسموا أنفسهم "قوى الحراك الإصلاحي" يتأكد بالفعل أن أشجار هذا الحزب العتيقة وحرسها القديم قد أصبح على قناعة راسخة بأن السودان وشعب السودان لم يعد أكثر من "زريبة أغنام" مملوكة لهم وحدهم.

والذي يعزز الظن بأن المسألة ليست سوى تكتيك لإلهاء الشعب ؛ إنما  هو مغزى التوقيت والإنتظار إلى يوم 21 أكتوبر بالذات لإصدار هذا البيان ؟ .. هل كان يرغب صلاح العتباني في إلهاء الناس عن مذاكرة ثورة 21 أكتوبر 1964 المجيدة أم ماذا؟
 
غازي صلاح الدين العتباني
 
ثم والذي يسأل نفسه لماذا تراجع الجمع "الإصلاحي" بقيادة غازي العتباني عن موقفه السابق القوي الذي سجله في تلك المذكرة أيام كانت ثورة 23 سبتمبر في أوجها ، وتكاد تنذر بريح صفصف عاتية تقتلع المؤتمر الوطني من كراسي السلطة، وتطيح ما بأيديهم من "البيتزا" و "الهوت دوغ" ........ و"عصيدة" الثروة ..

الذي يسأل نفسه يتأكد لديه أن الأمر إنما جاء على سابق تدبير .... سابق تدبير على طريقة  عملية "الحجامة" البلدية إياها ؛ التي يكون الغرض منها تصريف بعض الدماء المحتقنة وتشبيع ما تبقى داخل الجسم بمزيد من الأوكسجين .....

في بلداتنا ومزارعنا نعتمد على "تقنية" محلية غاية في البساطة عندما تمتليء البلدات أو الحواشة بالماء وتهدد بخراب الزرع . فيعمد المزارع إلى ما يسمى بـ "كسر الترَس"  لتفريغ الزيادة في الماء خارج المساحة المزروعة .... ويبدو بالفعل أن هذه التقنية والتكتيك هي التي إتبعها غازي صلاح الدين ومحموعته لتخفيف الضغط عن حواشته المتمثلة في حزب المؤتمر الوطني الحاكم.

ومن بين الدلائل على أن ما جرى من زوبعة الفنجان التي أثارها غازي العتباني في البداية إنما هي تكتيك مدبر ، نلحـظ أن العقوبة التي إتخذها حزب المؤتمر الوطني بشأنه كانت مخففة جداً وإلى درجة الدلـع والتدليل ؛ حيث لم تتعدى سـوى "التجميد" وليس "الفصل" .... والتجميد في زماننا هذا يعتبر من أفضل وسائل "الحفظ" الصحية ...  

وفي الجانب الآخر .. لو سلمنا جدلاً بأن تكتيك "الحجامة" و "كسر الترَس" لم تكن في الحسبان . وأن غازي العتباني وأمانة حزب المؤتمر الوطني براء من التفكير في مثل هكذا تكتيك واللجوء إليه لإلهاء الشعب والتخفيف من ثقل الضغط .. وبفرض أن غازي العتباني كان يرغب صادقاً في الإنشقاق عن الحزب ، وتكوين حزب آخر موازي لحزبه الأصل ... فإن الإنشقاق عن حزب شمولي "حاكم" في بلد كالسودان ، وعلى ضوء ظروف الحكم ومساحة الحرية والديمقراطية المسموح بها في العمل السياسي لا يتأتى إلا لقيادة كاريزمية تاريخية ذات ثقل كالترابي مثلاً ..... وغازي العتباني ومجموعته مع التسليم بأنه "غازي العتباني" يعتبر من أبناء جماعة الإخوان الشرعيين ؛ وكان يوما ما من أبرز قيادات حزب المؤتمر الوطني عقب التمرد على الترابي ؛ إلا أنه يظل دائماً بعيداً عن الإتصاف بميزة الرقم الذي لايمكن قسمته على إثنين.
 
 
وغازي العتباني على نحو أوضح وبالبلدي الفصيح ليس "حسن الترابي" . ولن يكون هو أو غيره من الإخوان بحجم حسن الترابي على مدى التاريخ الخاص بجماعة الإخوان . خاصة وأنه لايمتلك موهبة الإتصال والتأثير الجماهيري المباشر سلباً أو إيجاباً (الكاريزمية) الذي كان يبرع فيه الترابي بموهبة من خالقه... ولله في خلقه شؤون.

ولو كانت المعارضة التي ترغب في نزع السلطة من حزب المؤتمر الوطني تظن أن قوى الحراك الإصلاحي كانت جادة في جميع ما ذهب إليه ؛ فهي على ما يبدو تحتاج إلى "دروس تقوية" في منهج  "التقية" و"فقه الضرورة"..... وكل ما يلزم في حراك التناقض والتكتيك الذي يذهب بـهـا إلى البحر ثم يعيدها عطشانة.

   

الاثنين، 21 أكتوبر 2013

صداقة بين شمبانزي وقط بري

صداقة بين شمبانزي وقط بري

ظاهرة الصداقة بين الحيوانات باتت تأتي كل يوم بجديد مدهش .. وهذه صور توثق لصداقة بين شمبانزي عمره 20 شهر مع قط بري عمره 9 أسابيع يقيمان في سفاري جنوب ولاية كاليفورنيا . ويقضي الصديقان طوال يومهما برفقة بعضهما البعض يلعبان ويأكلان سويا وينامان إلى جوار بعضهما البعض ....سبحان الله.