الاثنين، 30 سبتمبر 2013

الصـــداقة بين الحيوانات


الصـــداقة بين الحيوانات

الصداقة بين الحيوانات أصبحت ظاهرة ملفتة بشكل مثير .. وحتى تاريخه لم يصل العلماء المختصين إلى تفسير منطقي مقنع لهذه الظاهرة ؛ خاصة في حالة الصداقة التي تجمع بين المفترس والفريسة مثل القط والفار والنمر والغزال ..... ولكن برغم ذلك فلدينا في الإسلام ما يشير إلى هذه الظاهرة على إعتبار أنها علامة من علامات الساعة الصغرى وأنه في آخر الزمان سيأتي يوم يصادق فيه الذئب الغنم .








 

الأحد، 29 سبتمبر 2013

مدرسة بنات من القش

مدرسة بنات من القش


صدق أو لا تصدق .. هذه صور إلتقطها السيد/ عباس عزت لمدرسة أساس للبنات في القرية 19 بمحلية الفاو ، على طريق مدني القضارف .. والمصدر هو صحيفة الراكوبة الألكترونية..... حسبنا الله ونعم الوكيل.







 

السبت، 28 سبتمبر 2013

ما بين إنتفاضة اللّـوبــة .... وثورة الهوت دوغ


ما بين إنتفاضة اللّـوبــة .... وثورة الهوت دوغ
 مصعب المشرّف:

 


إنتفاضة اللوبة والويكة أطلقها البعض الممسوخ على إنتفاضة أبريل 1985م على سبيل التندر والتنكيت السوداوي المغرق في السخرية من الذات  .. وسبب التسمية التي قد لا يدركها صبيان وشباب اليوم الذي يمثل 60% من مجموع الشعب .. سبب التسمية أن جعفر نميري حين إشتدت الضائقة الإقتصادية وعمت المجاعات أرجاء السودان جراء فشله الذريع في أدارة دفة الحكم . تلقى دعوة (مشفوعة بتأشيرة دخول مسبقة) لزيارة واشنطون ومقابلة الرئيس الأمريكي رونالد ريجان .. فظن نميري أن هذه الزيارة ومقابلة ريجان تعتبر في حد ذاتها إنجاز تاريخي . ومقدمة لإستجلاب المعونات وإصلاح الحال المتردي وكسب رضوان شعبه الجائع . فانتفخ نميري غروراً . وخرج يسخر ويتبرم من "طموحات" شعبه الأغبش كونه بشكو الجوع والضنك ويشتهي اللحم والأرز المصري والسكر ... فقال لهم أكلوا الكسرة والويكة واللوبة والشرموط ..... دايرين باللحمة والرز شنو ؟ رُز في عينكم.

والشاهد أن عهد نميري قد تميز بالبطش الأمني القاسي الفاشي الغريب على قيم الشعب السوداني آنذاك ... وبدلاً من أن يعوضهم نظام نميري عن بطش الأمن وتكميم الأفواه ببعض الرفاهية في المأكل والمشرب والحياة اليومية الرغدة بوجه عام ؛ إذا به يفرض عليهم نيران بطشه من جهة وسعار الجوع وذل الفقر من جهة اخرى ......  وبين كل هذا وذاك كانت تفوح روائح الفساد المالي والإداري والتكسب الحرام من الوظيفة العامة وتفشت ظاهرة الواسطة والمحسوبية وسيادة الإمعة والأخرق والأحمق على رقاب الناس . كما طفحت لأول مرة في تاريخ البلاد ظاهرة "المرأة الحرامية" من بين قيادات الإتحادات النسوية والإتحاد الإشتراكي ؛ بعد أن كانت سرقة المال العام وإستغلال النفوذ وفرض العمولات وتلقي الرشاوي ومجمل ظواهر الفساد مقصورة على الذكور وحدهم دون الإناث ....
 
واليوم يبدو أن التاريخ يعيد نفسه ولكن مع الفارق ، وفي الإتجـاه المعاكس ....... فالرئيس البشير لم يقل للعامة والغبش والشماسة من شعبه أكلوا الكسرة باللوبة والويكة والشرموط وأشربوا الموية  .. ولكنه قال لهم أنهم لم يعرفوا الهوت دوغ إلا في عهده الميمون.

يبدو أن هناك تطور وبون شاسع بين الأمس واليوم .... وبعد أن كان شعب الأمس يتميز شبابه من الغيظ كون أن رئيسه يسخر من طموحاتهم لأكل اللحمة الضاني والرز المصري ؛ وينصحهم بالعودة للجذور وعجن الكسرة باللوبة والويكة والتحلية بشرب الموية .. هـا نحن اليوم نستوعب القرن الواحد والعشرين ، ونقفز قفزة تبدو للوهلة الأولى طفرة حضارية ، ولحاق بأهل الذهب الأسود ، وركاب الغرب الأوروبي المتطور ..... بل وتبدو حالتنا نتاج عكسي "غير طبيعي" لحالة الجوع والضنك والحرمان والفقر المزمن حين يمنّ علينا الرئيس بأننا لم نعرف الهوت دوغ إلا في عهده ... ويزيد وزير ماليته على ذلك بأن الشعب لم يسمع بالبيتزا إلا في عهد الإنقاذ ... أو كأن ّ الإنقاذ ما جاءت إلينا إلا لتعرفنا الهوت دوغ والبيتزا .. وكفاية جداً علينا كده.

وطالما كان الشيء بالشيء يذكر فإن الكسرة باللّوبة وإن كانت تؤدي إلى بعض المشاكل الأسرية والطلاقات أحياناً ، وإنتفاخ المعدة والمصارين ، وكثرة خروج الغازات التي تنقض الوضوء وتبطل الصلوات الخمس ؛ وتتسبب في هجر المساجد طوال اليوم الأول وربما اليوم التالي . فإن "الهوت دوغ" ليس بذلك الطعام الصحي المشكور في كل الأحوال .. بل يصنف لدى أهله وأسياده الخواجات ضمن قائمة الأطعمة الغير صحية (Chunk Food) .. ولو كان عموم السوداني يدرك كيف يصنع هذا الهوت دوغ . وما هي محتوياته الخفية من شحوم ودهن خنزير ومواد وتتبيلات مشهية كيميائية , ومنظر اللحم السائل قبل تماسكه ... لو أدرك هذا لما أقدم على أكله وإلتهامه بشراهة وتلذذ في البيوت والشوارع والمكاتب والمدارس والرحلات بهذه الطريقة المتفشية.
 
ولو كان الناس قد شاهدوا كيف يتم "طحـن" اللحم الذي يحشى به أنبوب الهوت دوغ المصنوع من خليط السيليلوز النباتي والصناعي .... وكيف يصبح حال اللحم بقوام سائل  بواسطة ماكينات فائقة القوة والسرعة قبل كبسه آلياً في تلك المصارين الصناعية ؛ لربما كانوا قد إشمأزوا وقرفوا وطمت بطونهم . ولما أقبلوا على أكله بهذا التلذذ المغشوش ... فهو على خلاف السجوك السوداني الطازج مفروم اللحم ، الذي لا يحتوي على مواد كيميائية حافظة أو جالبة للتماسك . ولا تطحن اللحوم فبها بنخاع العظام والغضاريف .. إلخ من بلاوي مضرة بالصحة ومسببة للسرطان وزيادة الكوليسترول وإنسداد الشرايين ؛ وغيرها من أمراض أصبحت من ظواهر وبنات هذا العصر الكيميائي الصناعي .

إذن وكمحصلة لما تم رصده من سلبيات في وجبة الهوت دوغ ، فإنه من غير الصواب أن تمتن علينا حكومة الإنقاذ بأنها علمتنا أكله .. وليت اللّوبة عاودتنا.

كنا نرجو لو أفلح النظام السياسي القائم في دعواه ووعوده الوردية بالتمكين والتأصيل ؛ هذا لو كان حقاً يرغب في ترجمة شعاراته وأفكاره صدقاً على الأرض . فيؤصل للسودنة بعقائدها وقناعاتها وقيمها ومثلها العليا التي إمتازت بها قرون وعقود مضت ؛ مقارنة بغيرها من شعوب القارة والعالم العربي ... لكن الذي تبين أن الشعارات كانت واهية وأضغاث أحلام إستحالت إلى منجزات وهمية لا وجود لها على أرض الواقع المعاش .... وكانت حالة الفشل والفساد المرير وحدها القائمة على الأرض . فنشأت عادات وقيم سلبية مستجدة جاءت من الخارج مبتورة بلا طعم ولا لون . ولا رائحة لها سوى رائحة المال والدولار . فأخذنا بها دون تمحيص أو غربلة . وتحولنا إلى مسخ غريب لا تشبه تصرفاته واقعه وإمكانياته أو حتى دياناته ... فقد كان الكل مشغولاً بنفسه وبجمع الغنائم والسبايا ولسان حاله يردد " نفسي .. نفسي" ثم بعدي الطوفان.



الإحتجاجات تتصاعد . وصبر النظام الحاكم ينفذ .. ولا يدري أحد مجريات الأيام القادمة ؛ والخطوط الغائرة التي ستتركها الأحداث الجارية على وجه الوطن ... وهل سينجو المؤتمر الوطني الحاكم هذه الجولة أيضاً أم لا ينجو؟ .... بل هل سينجو السودان برمته أم  لاينجو؟

وفي كل الأحوال ؛ نرجو أن تكون تلك السنوات الماضية كبوة يعود بعدها الشعب أكثر جدية وموهبة وقدرة على الإصلاح . ورغبة في النهضة عبر التعلق بإيجابيات واقعه وخاصيته المتفردة .... . وأن يترك بالجملة التعلق بالقشور والمظاهر ، ومحاكاة وتبني العادات والتقاليد المستوردة التي أثبتت المرحلة الماضية من عهد الإنقاذ أنها قد عطلت ووأدت كثيراً من مواهبنا . وبددت معظم ثرواتنا ومواردنا على بضع عشرات من لصوص المال العام . وأحالت عامة الشعب  إلى مجرد مستهلكين هامشيين ، وطبقة بشرية مغلوبة على أمرها هائمة على وجهها لاتتقن سوى ممارسة التخلف وصناعة الفشل.  

الجمعة، 27 سبتمبر 2013

إتهام الجبهة الثورية بالتورط في إحتجاجات رفع الدعم


إتهام الجبهة الثورية بالتورط في إحتجاجات رفع الدعم

 مصعب المشـرّف:

 


تاريخ الثورات والإنتفاضات السودانية الشعبية التي اسقطت أنظمة حكم وطنية قائمة في أكتوبر 64 و أبريل 85  ، نلحظ أنها بدأت شرارة قبل أن تستعر نيراها وتستحيل على النظام الحاكم جحيم. وبما يؤكد أن معظم النار لدينا من مستصغر الشرر.
 
 
البعض الذي يضع يده على قلبه خوفا من فرضية فوضى حقيقية تعم السودان في حالة إسقاط النظام بالقوة .... يسترجع هذا البعض أن نظام جعفر النميري قد إنهار بسبب إستفزاز نميري الشعب وسخريته منهم لمجرد أنهم إشتكوا من إنعدام بعض المواد التموينية ومنها سلعة الأرز . وقال في معرض إستفزازه :
-         أكلوا الكسرة واللوبة والويكة والشرموط .. دايرين باللحمة والرز شنو ؟ رز في عينكم.

ثم غادر البلاد وسافر إلى الولايات المتحدة فكانت سفرة بلا عودة للسلطة.


... ويقارن هؤلاء بين ذاك اليوم الذي استفز وسخر فيه نميري من شعبه ؛ وهذه الأيام التي إستفز فيها عمر البشير شعبه حين قال لهم أنه علمهم أكل الهوت دوغ .. وكال لهم وزير المالية الحالي بمكياله هو الآخر حين ذكرهم بأنهم لم يأكلوا البيتزا إلا في عهد هذا النظام الحاكم ..... ولا أدري ماذا كان سيكون حال وزير المالية لو كان النظام الحاكم قد أفلح في إستجلاب وفتح محلات بيتزا هت (pizza Hut)  الأمريكية في السودان ؟ لاشك أنه كان سيترك الوزارة ويطير فرحاً ويقرض في البيتزا شِعراً..... ولكن ماذا نقول ؟ إنها افريقيا المجاعات والضنك والحرمان والتخـلف المقيم.
'
في مدينة مدني خرج والي الجزيرة يتحدث "رسمياً" عن تورط الجبهة الثورية في الإحتجاجات ، وأحداث الشغب التي أعقبت إعلان رفع الدعم عن المحروقات وبعض السلع.

وفي العاصمة إلتقط البعض حديث الوالي في مدني ؛ فأعلنت الخرطوم هي الأخرى عن تورط للجبهة الثورية في إثارة الإحتجاجات الجماهيرية وأحداث الشغب.

خطورة مثل هذه الإتهامات ليست بالسهلة التي يمكن تمريرها أو إبتلاعها من جانب الأغلبية الصامتة التي يمثلها المواطن العادي ؛ سواء القابع في بيته واضعا اليد على الخد أو ذلك الذي يواظب على الذهاب إلى مقر عمله ودراسته دون المشاركة في الإحتجات علناً أو إحداث شغب .. هذه الإغلبية الصامتة لايجب التعويل على صمتها الذي يسبق العاصفة أحياناً .. فهي كما عودتنا خلال الثورات الشعبية تنتظر دورها في المشاركة على مهل وعند بلوغ السيل الزبـى. فتصبح بمثابة القشة التي تقصم ظهر البعير.

الإتهامات الموجهة إلى الجبهة الثورية إن لم تكن حقيقية فهي خطرة لأنها تقدح في مصداقية الحكومة من جهة ؛ وجدوى التنازلات التي قدمتها الخرطوم من جهة أخرى في سبيل للوصول إلى توافق مع حكومة جوبا مؤخراً .
 
وبمعنى أوضح فإن هذه الإتهامات التي تم توجيهها للجبهة الثورية (إن صدقت) تكمن في أنها مؤشر مبدئي لعودة جوبا مجدداً إلى حشر أنفها الأفطس في شئون السودان الداخلية بهدف التخريب ، وإضعاف حكومة المؤتمر الوطني وتحويل السودان إلى دولة فاشلة لاتستطيع الدفاع عن أراضيها والحفاظ على مصالح شعبها . وعلى النحو الذي ينذر بمقدمة لنجاح مساعي جوبا الحثيثة لإختطاف أبيي وإبتلاعها لقمة سائغة بلا تعب ولا نصب .

الجبهة الثورية لاتمتلك أموالاً لنفسها ، وليس لديها موارد . وقاعدتها الشعبية فقيرة مشردة في مخيمات اللجوء الأفريقي الأفلس على وجه الأرض ، والأشد جوعاً من كـديس الفكي.

وطالما كان الأمر كذلك فإن تبعات هذا الإتهام لابد أن تتحملها الحكومة المركزية في الخرطوم؛ التي لم تجف الأحبار التي وقعت بها على أوراق بإتفاقيات تحسين العلاقة مع جوبا والتمهيد لفاجعة منح مواطن دولة جنوب السودان الحريات الأربع . وبما يعنيه ذلك من عواقب وخيمة على الأمن القومي السوداني ، وعلى ميزانية الخدمات وفواتير الإستيراد . وعلى ندرة السلع والمواد التموينية التي حتما سيجففها الجنوبي النهم الأكول مفتوح الشهية على طريقة ياجوج وماجوج . وكعهدنا به دائما في إتكاليته علينا لجهة الغذاء والعلاج والدواء والنظافة . وعموم صيانة مظاهر الصحة العامة التي يعيث فيها فساداً وما يتبعها من تراكم المخلفات والأوساخ التي يتسبب بها في شوارعنا السكنية والتجارية .

إن منح الجنوبي الحريات الأربع لايمكن تبريره على نحو "عقلاني" .. اللهم إلا إذا أخذناه دليلاً ومؤشراً على عته وسفه المفاوض السوداني . وعدم موهبته في حسن الإدارة العامة وتلمس المخاطر التي تحيط بإتخاذ مثل هكذا قرار يؤثر سلباً على الأمن القومي السوداني عامة . بل وعلى فرص حزب المؤتمر الوطني بالإستمرار على سدة الحكم خاصة... وحيث لا يجب أن يظن قادة هذا الحزب الحاكم أنهم وحزبهم سيكونون في منآى ومأمن من سلبيات عودة الجنوبي إلى الشمال مدنيا كان أو عسكريا تحت ملابس مدنية.
 
إن توجيه الإتهام بتورط الجبهة الثورية مباشرة في إثارة إحتجاجات رفع الدعم وأحداث الشغب الأخيرة يعني إذن العودة آلياً إلى فترة أحداث أم روابة وأب كرشولا ؛ التي ما كانت الجبهة الثورية لتنجح في القيام بها لولا الدعم الذي وفرته لها دولة جنوب السودان.

ومن جهة أخرى فلا يحاول أحد إطلاق نظرية المؤامرة بإتهام إسرائيل أو الولايات المتحدة أو الصليبية العالمية والمحافظين الجدد بأن لهم يد في الأحداث الجارية . فهؤلاء وإن كانوا يضمرون العداء لحزب المؤتمر الوطني الحاكم لأسباب تتعلق برفعه شعارات إسلامية أصولية ورعاية الإرهاب ..... إلا أن إزاحة هذا النظام جديا ونهائيا من على سدة الحكم لم يحن وقتها بعد بالنسبة إليهم .... بل على العكس من كل ذلك ترغب الولايات المتحدة وإسرائيل في إستمرار مسيرة هذا النظام كي تواصلان جني ثمار عزلته الإقليمية والدولية . وإبتزاز قيادته الممثلة في الرئيس البشير عبر التهديد داخل الغرف المغلقة بتفعيل بعض مواد الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة التي تنص على مشروعية إستخدام القوة للقبض عليه ، وتسليمه للمحكمة الجنائية الدولية بشأن إتهامات صادرة في حقه بإرتكاب جرائم ضد الإنسانية . وحيث يمكن للولايات المتحدة وغيرها من الدول العظمى ؛ بل وحتى الدول غير الأعضاء في هيئة الأمم المتحدة إستخدام القوة لتنفيذ قرار المحكمة الجنائية الدولية ؛ بغض النظر عما إذا كانت أو لم تكن من بين الدول الموقعة على قانون إنشاء هذه المحكمة الدائمة. والتي لا تنقضي بالتقادم الجرائم المرتكبة الخاضعة لأحكامها ودعاويها أو تنفيذ قراراتها .

وحين نشير إلى هذه الثمار فإنما نعني بالمباشرة منها تلك المتمثلة في حصول دولة جنوب السودان على أقصى ما ترغب وتشتهي من الخرطوم بوصفها حليف إستراتيجي لإسرائيل في وادي النيل .. ثم والإطمئنان إلى تقسيم السودان الحالي بفصل دارفور والنيل الأزرق والشرق بحيث تتلاشى قدرات وعلاقات مصر في هذا السودان المفتت . وما يعنيه ذلك من فقدانها نهائيا لورقة السيطرة على حصة الأسد التي كان يضمنها ويصونها لها السودان "العربي" الموحد في مياه النيل ......
 
 من السخرية بمكان أن يسعى نظام السيسي حثيثا لدعم الحركة الشعبية قطاع الشمال نكاية في الإخوان المسلمين السودان . ودون أن يدري هذا النظام المستجد على الساحة أنه بذلك يطبظ عينه بأصبعه ... وإنه إذا نجح الصهاينة في تفتيت السودان لأجل ضمان توصيل ماء النيل إلى صحراء النقب . فإن مصر لن تستطيع وقتها سوى الوقوف موقف المتفرج ... وربما يسمحون لها ببعض اللطم على الخدود وشق الجيوب ، والردح على إيقاع القرع فوق ماء الطشت ، والبكاء على اللبن المسكوب .. وإلى غير رجعة.

الثلاثاء، 24 سبتمبر 2013

بعد شراكة الإخوان ؛ هل يركب البشير المهديّـة؟


بعد شراكة الإخوان ؛ هل يركب البشير المهديّـة؟

 
مصعب المشـرّف:-

 

البشير والصادق المهدي

اللقاء الذي جمع بين الرئيس البشير والسيد الصادق المهدي بمنزله في حي الملازمين مؤخراً .. خرج منه حزب الأمة ببيان مقتضب من ديباجة وفقرتين . لكنه جاء برغم ذلك شاملاً وقد صيغ بأسلوب مدمج على طريقة " ما قلّ ودل " لكنه لا يخلو من التفاؤل والسرور .. وكان أهم فقرتيه الآتي:

"واتفقنا على أن قضايا الحكم والدستور والسلام قضايا قومية ينبغي ألا تعزل أحداً وألا يسيطر عليها أحدٌ. وسوف تجري الاتصالات اللازمة لإبرام الاتفاقيات المنشودة بمشاركة الأجهزة الحزبية المعنية".

معنى ذلك أن حزب الأمة قد وافق على الآتي :-

1)  المشاركة في الحكم تحت مظلة مهما جاءت مسمياتها فإنها تبقى في النهاية "مشاركة" لحزب المؤتمر الوطني الحاكم.

2)  المشاركة في وضع وصياغة البنود الخاصة بدستور البلاد الذي يهدف الجميع أن يأتي ملبياً لمطلب كافة ألوان الطيف السياسي والإحتماعي والفكري . وعقائد وقناعات وقيم ومثل المجتمع السوداني على مختلف أنماطه ومشاربه.

3)  المشاركة في مفاوضات السلام الجارية أو المستقبلية ، على أمل أن لا تدفع الضغوط الخارجية بنظام الإنقاذ الحالي إلى التفريط بوحدة التراب السوداني. أو التخلي عن بعض أراضيه.  

4)  أن تأطير وتقنين هذه المشاركة سوف يتم عبر  إبرام إتفاقيات منشودة بمشاركة الأجهزة الحزبية المعنية في كلا الجانبين.

............

إذن فقد تم الإتفاق مبدئياً على تهيئة الأسباب والأرضيات لدخول حزب الأمة شريكا في الحكم صراحةً ، وبما يقتضي ضمناً قبول حزب المؤتمر الوطني بأبجديات الفلسفة والمنحى الليبرالي لحزب الأمة (في جانبه السياسي) المتمثل في إيمانه الراسخ (حتى هذه اللحظة) بالديمقراطية والتعددية والإحتكام بشفافية إلى صناديق الإنتخابات طريقاً للوصول إلى كراسي الحكم.

ولكن الذي يدهش من بين كل هذا هي تلك السرعة النموذجية التي توصل بها البشير والصادق لمثل هكذا مسودة ومشروع إتفاق يأخذ من الصادق المهدي أعز ما يملك من غير أن يتمنع .... أو هكذا بدأ الأمر مقارنة بما جرى سابقاً بينه وبين النميري في مفاوضات بورتسوادان الشهيرة.

وربما تأتي الإجابة المنطقية على هذا السؤال المشروع بأن هذا التوافق قد تم الترتيب له منذ ذلك اليوم الذي رمى فيه الصادق المهدي القصر الجمهوري بفلذة كبده "عبد الرحمن" الذي نلاحظ أنه على غير ما جرى لمن سبقوه في هذا المنصب الفخري قد أصبحت أخبار نشاطه تتصدر الكثير من صفحات الصحف الورقية ونشرات الأخبار والأنباء في الإعلام الحكومي الرسمي المكشوف أو الخاص والتجاري "المدعوم" بقوة في وقت رفعت فيه وزارة المالية الدعم عن المحروقات وغيرها.

ولكن السؤال الذي يطرح نفسه هنا هو:

" بالنظر إلى وجود مشروع تمكين إسلامي أصولي إجتماعي معلن لدى المؤتمر الوطني الحاكم الذراع السياسي لجماعة من الإخوان ... وفي غياب ما يقابله لدى حزب الأمة .. فهل تنجح مثل هكذا شراكة مرتقبة في الصمود طويلاً ؟"

إن الذي تشهد به الأحداث وتفاعلاتها منذ يونيو 1989م أن الرئيس البشير ومجموعته العسكرية في إندماجهم الإستراتيجي مع جانب من الإخوان قد أفلح في إمتطائهم سياسياً نهاية المطاف ، وترك لهم الجمل بما حمل في جانب التمكين والتأصيل العقائدي على نحو يرضي الطموحات الدعوية للقاعدة الحقيقية الأعرض لديهم ... وحيث لابد هنا من التنويه بأن هناك من الإخوان المسلمين من لايزالون على تمسك بمباديء الجماعة الأساسية التي تتلخص في فرض الدستور الإسلامي ولو بعد حين... أو بما معناه أننا هنا بإزاء ثلاث فئات من هذه الجماعة .. 1) سياسية براغماتية .. 2) سياسية أصولية .. 3) أصولية دعوية ؛ ترى عدم الإنغماس والتورط في السياسة.

على أية حال فإنه وعلى الرغم مما أدى إليه هذا الإعتلاء العسكري للإخوان من "إعوجاج" ملحوظ وكبوات خلال المسير . فإن المحصلة النهائية أن هذا الإعوجاج قد تمكن من السير سنوات طويلة مدعوماً بفقه الضرورة تارة والبندقية تارة والوعود البراقة والآمال تارة أخرى ...  فبدى وكأنه مثال يستحق أن يحتذى به في الكثير من بلدان العالم المتخلف.
علي عثمان طه
وبرغم ما يجري تداوله حالياً من شائعات حول تغيير حكومي يستبعد الأستاذ على عثمان طه من منصب النائب الأول ومركز إتخاذ القرار ، ويضعه على الـرف التشريعي (رئيساً للبرلمان) . فلربما لايكون هذا الإنطباع صحيحاً بالنظر إلى حساسية المرحلة المقبلة التي ستكون أهم فعالياتها الفراغ من وضع اللمسات الأخيرة على مشروع الدستور تمهيداً لطرحه للإستفتاء .. وهو ما يقتضي تواجد علي عثمان طه عن قرب والتفرغ الكامل حتى لاتضيع على الأخوان تضحياتهم ومجاهدات 25 سنة في ساحات التأصيل والتمكين لمشروعهم الحضاري الذي يظل مطلبا ملحا للقاعدة الأصولية الحقيقية لجماعة الإخوان المسلمين التي تمثل الدعامة الوحيدة لحزب المؤتمر الوطني رغم أنف كل اللصقات القشرية المتأسلمة الوصولية ؛ والأعشاب والطفيليات والنباتات المتسلقة ؛ وقناعات السماسرة والتجار والأفندية المؤلفة قلوبهم التي سادت وزاحمت بالمناكب في ساحة حزب المؤتمر الوطني خلال الفترة الماضية . وكانت سببا في تلاشي ملامح الوجه الإسلامي الحقيقي المأمول لهذا الحزب وضمور أطرافه الفكرية . بل وتحويله إلى مسخ عجيب من نوعه تسوده عديد التناقضات والمضحك المبكي مابين حب الآخرة والعمل بتجرد في سبيلها ؛ وبين التعلق بالدنيا والإقبال عليها والإستغراق في نهب خيراتها والإستمتاع بملذاتها بالحق والباطل... وحيث لا يألوا مفتي السلاطين جهداً في تبرير الحرام بشتى المزاعم وتحريف الكلم عن مواضعه.

ربما تكون كلمات تلك الفقرة التي تضمنها بيان حزب الأمة حول العلاقة التي سيتم الإتفاق بموجبها على الشراكة مع حزب المؤتمر الوطني أو نظام الإنقاذ (لايهم) ... ربما تكون كلمات تلك الفقرة رنانة مفرطة في التفاؤل . ولكن هكذا هي السياسة والمساسية التي تتقنها الأحزاب القومية التقليدية ..... والذي يخيف ويقلل من درجات التفاؤل هنا يتجلى في إحتفاظ البشير بهيمنته السياسية على نظام الحكم ، ونقل علي عثمان طه للهيمنة كلياً على الجانب التشريعي (في حالة رئاسته للبرلمان) ...
 
حتماً هناك مساحة مشتركة للتعايش والطرح وبعض الإحتكاك بين حبات السبحة السودانية وحراكها الدائم الدوران من الأعلى إلى الأسفل وبالعكس .... ولكن ليس بالأماني الطيبة وحدها يتعايش الناس ، ويموج المجتمع فوق بعضه البعض أو دفعا لبعضه في السلم الإجتماعي أوالحرب الأهلية وحراك التمرد المسلح ... هناك أطماع في أقصى الجانب السلبي .. وهناك من يظن أنه وحده الأقدر والأنسب دوناً عن غيره في منتصف الجانب السلبي .... ومن العبث البحث في الجانب الإيجابي الصرف بعد أن إنقضى زمان الرسل والأنبياء.

ومع التسليم بوجود وشيوع هذه المساحة المشتركة ... فإن سيطرة البشير على الجانب السياسي من جهة . وفرضية إحتمال تولي علي عثمان طه رئاسة البرلمان ؛ سيعني في جانب من جوانبه إغلاق كافة السبل والأبواب والنوافذ التي بإمكان شركاء جدد من الأحزاب والجماعات والفصائل والحركات الدخول منها إلى صلب القرارات التنفيذية والتشريعية المقنعة لعامة الشعب والمعبرة لمصداقية مشاركته الفاعلة ....  أو بمعنى أوضح أن البشير سيكون أمامهم يمسك بتلابيبهم ويوجّه أقبالهم ؛ وسيكون علي عثمان طه من خلفهم يهشّ عليهم بعصاه ويضرب أدبارهم.

ولن يتم إستثناء أحد في ميكانيزم هذا الحراك المشارك إليه أعلاه ؛ حتى وإن شارك فيه السَيّـدان بالإنصار والمريدين وفلذات الأكباد .....
 
ثم أنه إذا كانت نمطية وأفندية ومائيـة الحزب الإتحادي الديمقراطي (الخديوي) الأصل لا تخفى على أحد . فإن الشيء الملفت أن فكر وفلسفة وإهتمامات ومواهب الصادق المهدي نجدها أكثر ميلاً وتركيزاً على جانب الممارسة السياسية مقارنة بمقارباته الغير مقنعة في الجانب الإجتماعي والتأصيل العقائدي .. وحيث لم يفلح حتى تاريخه في تطوير المسار الطائفي لسواد أنصار جده الكبير. وظل راتب المهدي الإنتاج الفكري والمنطوق الثقافي الوحيد دون منازع لديهم ؛ على الرغم من أن الناس قد وصلوا إلى القمر وكوكب المريخ (وأكلوا الهوت دوغ على رأي البشير) . وعلى واقع أن هذا الراتب لم يكن منزلاً من فوق سبع سماوات حتى يقال بصلاحه لكل زمان ومكان ؛ وسموه عن محاولات التجديد. ..... ولو كنت مكان الصادق لكنت قد قمت بتشكيل لجنة من شيوخ الطائفة لإبتكار راتب عصري لأهل المدينة ، وتركت الراتب القديم لأهل الفيافي والأرياف.
 


 مهما تطورت العلاقة إيجابياً بين مجموعة البشير وبين حزب الأمة . فإن حائط الصـد الطائفي الغير قابل للهدم أو القفز فوقه لدى الأنصار ؛ والمتمثل في إحتكار القيادة للورثة من صلب الإمام المهدي عامة والصادق المهدي خاصة مستقبلاً .. يظل هذا الحائط حائلاً موضوعياً يحد كثيراً من طموحات البشير وغيره بالتمادي في مفهوم وجوهر العلاقة مع حزب الأمة القومي . ويحعل كل علاقة تحالف معه وقتية تكتيكية قصيرة الصلاحية وغير صالحة للإمتطاء.
ومع كل هذه الحقائق والواقع والمنطق في علاقة البشير بالإخوان فإنه من العبث التفكير بمجرد إحتمال أنه سيتخلى عنهم أو يتخلون عنه حتى لو دبر له يعضهم إنقلاباً فاشلاً أو خطة جهنمية لتسليمه للمحكمة الجنائية الدولية .. لقد نجح الطرفان عبر لعبة كراسي داخلية مغلقة على الصمود معاً في مواجهة العواصف والمتغيرات ، وأجادوا المسير فوق صفيح ساخن . والرقص تحت المطر ، وعبور المستنقعات بالقفز فوق ظهر التماسيح طوال هذه الفترة منذ يونيو 1989م .......  بل وأصبح الطرفان في علاقتهما شبيهان بتلك العلاقة المثمرة التي نشأت بين الكسيح المُبصـر والأعمى العملاق المفـتول العضلات.

الاثنين، 23 سبتمبر 2013

مصرع قائدة هجوم نيروبي


 مصرع قائدة هجوم نيروبي
 
البريطانية سامانزا عضو جماعة الشباب الصومالي

تزايدت شكوك حول مقتل البريطانية Samantha قائدة الهجوم على المركز التجاري في العاصمة الكينية نيروبي بعد أن عثرت الشرطة الكينية على جثة إمرأة بيضاء من بين جثث الصوماليين المشاركين في الهجوم الذي أدى حتى الآن إلى مصرع 62 من رواد المجمع.
 
 
 سامانزا تدفع عربة طفلها في أحد شوارع لندن  


 
 صور أخرى تظهر فيها سامانزا مع زوجها Jarmaine المطلوب هو الآخر للسلطات الكينية بسبب هجوم إرهابي سابق..... وفي المنتصف صورة لسمانزا قبل إسلامها

الأحد، 22 سبتمبر 2013

صور من هجوم الشباب على مجمع تجاري في كينيا (جزء2)

صور من هجوم الشباب على مجمع تجاري في كينيا

( الجـزء الثاني )
 
هاجمت مجموعة من جماعة "الشباب" الصومالية الأصولية المتشددة مجمع تجاري في أحد الأحياء الراقية بالعاصمة الكينية نيروبي . وأعلنت مطلبها بأن تسحب الحكومة الكينية قواتها المسلحة من الصومال فوراً. تتكون هذه المجموعة من 5 أشخاص . ويشاع أن عدد القتلى وصل حتى هذه اللحظة إلى 48 بالإضافة إلى 200 جريح .... وهناك رهائن من جنسيات أوروبية وأمريكية لا يزالون محتجزين داخل المجمع الذي تم إخلاء عدد كبير من رواده معظمهم من المواطنين الكينيين والآسيويين وبعض الأطفال الأوروبيين . وتظهر الصور المرفقة رجال شرطة وأمن وفرقة من الجيش الكيني تحاصر المجمع وتحاول تأمين إخلائه من المتسوقين . وكذلك بعض الجرحى . لكن لم يتم حتى الآن إلتقاط صور للمهاجمين من الشباب الصوماليين . وكانت جماعة الشباب قد هددت الحكومة الكينية (على حسابها في تويتر) بهجوم إستشهادي مرتقب في حالة عدم إصدار هذه الحكومة قراراً بسحب قواتها المتواجدة في الصومال فوراً. ...