الثلاثاء، 5 مايو 2015

صــور حديثة من آثار صراع دارفور

صــور حديثة من آثار صراع دارفور

مصعب المشرّف
4 مايو 2015م

مجموعة من عناصر جيش تحرير السودان في جبل مَـرّة

الصراع في إقليم دارفور بين الحركات والمليشيات المحلية المسلحة من جهة . وقوات الحكومة السودانية من جهة أخرى. لايزال هذا الصراع ممتد الأثر منذ عام 2003م تاريخ بدء نشوب هذه الحرب ، والتي لايمكن وصفها بالحرب الأهلية بقدر ما يظل المصطلح الصحيح لوصفها هو أنها صراع مسلح بين مليشيات محلية وقوات حكومية مركزية.

إطلالة على قرية داخل جبل مـرة من موقع تتمركز فيه قوة من جيش تحرير السودان 

المصور الصحفي "أدرياني أوهانيسيان" تسلل إلى منطقة جبل مرّة ، التي تعتبر مركز قيادة ونشاط "جيش تحرير السودان" بقيادة عبد الواحد نور.

طفل من أبناء إحدى القرى في جبل مرة أصيب بحروق جراء القصف لمتبادل 
ومن داخل المناطق التي يسيطر عليها "جيش تحرير السودان" .. إلتقط هذا المصور العـديد من الصور الفوتوغرافية التي تعكس وجهات نظر "جيش تحرير السودان"؛ لجهة رصد وتوثيق فعاليات وآثار الصراع المسلح الذي يدور بينه وبين الجيش الحكومي.

نساء من ساكنات قرى دارفور لجأن للحياة وسط الصخور تحاشيا لنيران القصف العشوائي

تاريخ إلتقاط هذه الصور كان خلال الفترة ما بين 28 فبراير 2015م و 6 مارس 2015م.

إمرأة تحمل إناء به ماء تتجه به نحو مخبئها
جميع الجنود في هذه اللقطات تابعون لجيش تحرير السودان ... وجميع الأهالي في هذه الصور اعتبرهم المصور (ضحايا) أو "نازحون" من بطش القوات الحكومية فقط ... والله أعلم.

نساء وأطفال لجأوا للعيش داخل كهف في منطقة جبل مرّة 

صبية من قاطنات جبل مرّة تحمل شقيقها الصغير داخل مخيم للنازحين 

عنصران من جيش تحرير السودان حول نار للتدفئة داخل جبل مرة الذي تتميز بعض قممه بالبرودة

عناصر من جيش تحرير السودان يحملون براميل ماء استسقوها من إحدى آبار جبل مَـرّة

نازحة تبدأ الرحيل وقد حملت ما يمكن حمله على حمارها التعيس .. وحولها بعض عناصر جيش تحرير السودان الذي يقاتل الحكومة

مجموعة من جنود جيش تحرير السودان وسط صخور جبل مَـرّة

بقايا جثة إنسـان
جبل مَــرّة (بفتح الميم وتشديد الراء) يتكون من مجموعة قمم بركانية متقاربة في جهة ومتباعدة في جهة أخرى ... ويصل  إرتفاع أعلى قممه إلى  10,000 قدم.
وهو يطلق عليه مسمى جبل على سبيل التقريب . فهو في واقع الأمر أرض منبسطة متدرجة الإرتفاع بطول 240 كيلومتر وعرض 80 كيلومتر. وتبلغ مساحته 19,200 كيلومتر مربع (تسعة عشر ألف كيلومتر مربع تقريبا)..... تحده من الجنوب مدينة "كاس" .. ومن الشمال مدينة الفاشر.
يحتضن الجبل العديد من البلدات والقرى الكبيرة والصغيرة .. وتتنوع مصادر الدخل لسكانه ما بين الزراعة والرعي والصيد والمنتجات الغابية والتجارة.
أغلب سكان هذا الجبل من قبيلة الفـور .. ويقطن إلى جوارهم مجموعات من قبائل الزغاوة... وتبلغ نسبة المسلمين فيه 100% . وهم شديدوا التمسك بالإسلام على منهج الوسطية السني .. ويتحدثون لغة الفور إلى جانب اللغة العربية.
المناخ في الجبل معتدل يغلب عليه طابع مناخ البحر الأبيض المتوسط .. تهطل الأمطار طوال السنة تقريباً  في عموم أراضيه التي تتخللها الشلالات والبحيرات البركانية والينابيع . وتمتد فيه الغابات والأدغال، والمزارع ، والمراعي الخضراء .
أغلب محاصيله الزراعية الذرة البيضاء والدخن اللتان تعتبران مصدر الغذاء الرئيسي لمعظم سكانه.
شهد جبل مـرة في العصر الحديث نشأة العديد من الممالك يظل أشهرها "مملكة دارفور" التي امتدت منذ عام 1445م – 1916م وفق الموثق تاريخيا .. وكان من أبرز ملوكها سلاطين من أمثال علي تيراب ...  و علي دينار. ....
وقد جاء مصدر قوة هذه المملكة وأثرها الإجتماعي (الخاص) بسبب أنها كانت إسلامية . وتكونت من مزيج عربي وافد بأفريقي مستوطن ، وبنسب متفاوتة ما بين قبيلة وعائلة وأخرى .. لكنه إنصهر بمرور السنوات الطويلة حتى أصبح من الصعب والنادر التفرقة فيه مابين عربي وأفريقي خاصة في حالات السلام والرخاء.
ولكن للأسف فقد أسهم الصراع السياسي المسلح الذي تفجر منذ عام 2003م ،... أسهم في بث الفرقة ونماء العنصرية ؛ خاصة بعد تدخل العديد من الأنظمة السياسية الأفريقية .. وكذلك بعض الدول الغربية (بالتمويل المالي والسلاح) ، يصحبها منظمات دينية مسيحية تسعى للتبشير . وتحلم بتحويل بعض سكان إقليم دارفور إلى الديانة المسيحية.