الاثنين، 23 فبراير 2015

بالصور .. مدارس أشبال الدواعش

بالصور .. مدارس أشبال الدواعش

 

مصعب المشرّف

23 فبراير 2013م

 


في تطور نوعي ملفت نشرت داعش اليوم صوراً لأطفال من سن خمس سنوات فما فوق يتلقون تدريبات عسكرية نظامية في مدارس شاملة تحت إشراف مدربين وأساتذة من داعش . حيث يتلقى هؤلاء دروسا في حفظ وتلاوة القرآن والشريعة والفقة وغيرها من علوم الدين والدنيا .. ولكن التوجه العام لهذه المدارس يظل الغرض منه دائماً غرس أفكار داعش داخل عقول هؤلاء وعلى طريقة "التعليم في الصغر كالنقش على الحجر".



هذه الصور تم إلتقاطها من داخل "مؤسسة الفاروق لإعداد الأشبال" وموقعها في الرقة السورية التي تسيطر عليها داعش.

 


إن الملفت للنظر هنا هو المقارنة بين الأسلوب الذي تتبعه القنوات الفضائية العربية عامة والمصرية خاصة ؛ فيما يتعلق بالتهوين والتقليل من شأن داعش والسخرية منهم. وتصويرهم على أنهم ليسوا سوى أصحاب لحى وجلابيب قصيرة وسراويل .. أو كأنّ الإنسان لا يكون بني آدم إلا إذا ارتدى الكلوت والبدلة والكرافتة وحلق لحيته وشواربه وحف وجهه بالخيط عند الحلاق.

 

زمن الدواعش القادم ..  


هو واحد من إثنين إذن :


الإعلام المصري .. زمن عكاشة ... من يردح كثيراً يُـقـنِـع كثيراً

1) إما أن القائمين على الإعلام العربي ووأولئك من مقدمي البرامج التلفزيونية؛ لا يدركون حقيقة وخطورة ما يدور حولهم من تطورات فكرية وسياسية وعقائدية في المنطقة.


زمن عمرو أديب .. رقصني يا جدع

2) أو أن هؤلاء الإعلاميون مجرد صور وشخصيات من ورق تعجبك أجسادهم كأنهم خشب مسندة .. ولكنهم في واقع الأمر جهلاء فارغون من الداخل يهزاؤون بما لا يعملون ويقولون ما لا يفعلون .. ويظنون أن ضرب الحنك وطرقعة اللسان أمضى أثراً من جرح السنان.


 الصلاة خلف داعش


ترى ما هو المتوقع من هؤلاء الأطفال بعد سنوات قليلة قادمة حين يبلغون مرحلة الصبا ووالفتوة والشباب ؟ وكيف سيخرجون إلى المجتمع العربي والإسلامي الذي يموج اليوم بشتى العقائد والقناعات والطوائف ؟

 

الوضــوء للصــلاة

لاشك أن هؤلاء سيكونون أقوى شكيمة وأكثر ذكاء من كبارهم ... وأكثر حرصاً على الموت في سبيل تحقيق ما جرى وتم غرسه في دواخلهم منذ نعومة أظفارهم  .... وغير قابلين للمراجعة والتفاهم على حلول وسط.

 


ثم والذي يرشح من كل ذلك أن داعـش تخطط لسنوات قادمة طويلة ... وأنها باتت تمتلك عقلاً مدبراً يخطط بدهاء .....

لا بل ونراها هنا تفكر بأسلوب أكثر تطوراً من الأنظمة العربية الرسمية نفسها .. وأنها لا تكاد تنام.



ومن ثم ؛ فإن السؤال الذي يثور هنا هو:

هل داعش جميعها صناعة إستخبارات أمريكية وإيرانية كما يحاول البعض في الإعلام الرسمي والخاص غسل الأدمغة الشعبية به ؛ ولغرض التهوين من شأنها وقدرتها على المضي قدما والإستمرار مستقبلاً؟


حتى لو افترضنا أن داعش كذلك .. فإننا لا نستبعد أن يكون السحر قد إنقلب على الساحر ... وأن الدواعش أذكى بكثير مما قد يتخيله البعض... وأنهم ركبوا أمواج أكثر من إستخبارات عالمية وإقليمية ما بين كل محطة وأخرى.