السبت، 4 أكتوبر 2014

إنهيار مدينة النساء البرازيلية

إنهيار مدينة النساء البرازيلية

مصعب المشرّف
4 أكتوبر 2014م


يعود تاريخ إنشاء مدينة Noiva do Cordeiro  النسائية البرازيلية إلى العام 1891م حين تم إجبار فتاة برازيلية قروية طموحة على الزواج قسراً من رجل لا تحبه ... وبالطبع فقد فشل الزواج ، وهجرت الفتاة بيت الزوجية سريعاً ، وعادت إلى منزل والدها .. ولكن لعنات الكنيسة وسطوتها ظلت تلاحقها .
وحين واجهت كل الضغوط بالرفض ؛ أصدرت الكنيسة قراراً لا رجعة فيه بحرمانها كنسياً وطردها من الدين .

واصلت الفتاة عنادها فخرجت من منزل  ذويها وأعلنت عن إنشاء مدينة خاصة بالنساء فقط . تستوعب كل الفتيات والنساء اللواتي يعانين التمييز وقهر الرجل والمجتمع وتسلط الكنيسة.



نشأت المدينة وازدهرت بموافقة الدولة المدنية . وتقاطرت إليها الفتيات والنساء من كل حدب وصوب ... وازدهرت إقتصاديا وأصبحت في محيطها مركزاً مهما للإنتاج الزراعي . وما يستتبعه من إنتاج حيواني كالدجاج والبيض والبط والخراف والحليب وحتى الورود .

كان الصحفي (وسط الصورة) الذي أجرى التحقيق هو الرجل الوحيد الذي يدخل المدينة

وبالطبع فقد كانت قوانين المدينة النسائية مرنة لجهة أنها تسمح لساكناتها من النساء بحرية الخروج والدخول وإقامة علاقات عاطفية مع الرجال خارج المدينة . أو الهجرة نهائيا من المدينة وتغيير نمط الحياة ..... المهم أن يتم ذلك كله خارج حدود المدينة المحرمة على الرجال.


ويبدو أن فطرة المرأة وطبيعتها التي خلقها عليها الله في أن تكون هي المطلوبة وهي الفريسة قد غلبت على معظم مواطنات هذه المدينة .. فكان إلحاحهن على أن يأتي الذكور إليهن في مدينتهن لا أن يذهبن هن لإصطيادهم في حانات وأسواق وحدائق المدن الأخرى المجاورة أو البعيدة.


وفي شهر سبتمبر الماضي من عام 2014م . طرأ تغيير جذري في قوانين المدينة حين سمح مجلس إدارتها لعضواتها بدعوة الذكور وإقامة علاقات عاطفية داخل المدينة ... وبالفعل فقد وجهت نساء المدينة دعوات للرجال لطلب التعارف . فإنهالت عليهن (بالطبع) عشرات الألاف من المكالمات الهاتفية أو عبر الفيس بوك ووسائل المعلوماتية الأخرى .


يبلغ عدد ساكنات المدينة 300 إمرأة ما بين فتاة ومطلقة ومنفصلة وهاجرة لزوجها .....


والطريف أنه ؛ وفي غمرة إحساس هؤلاء النسوة بالفرحة كون أن معاناتهن العاطفية وحرمانهن الجنسي على وشك الزوال . فإنهن يتخوفن من فكرة أن يحاول الرجل ممارسة سلطاته المعهودة على المرأة في البيت خاصة فيما يتعلق بترتيب وتنظيف المنزل وإعداد الطعام والشراب والغسيل ... إلخ من أعمال منزلية.


وتقول نساء هذه المدينة . أنهن لسن ضد الذكور من حيث المبدأ . ولكن الذي يؤرق منامهن هو كيفية تحقيق (المسـاواة) في العلاقة مع الرجل؟ .. وهل سيرضى الذكر بذلك ؟


 هناك عديد من الذكور أعلنوا موافقتهم على كافة الشروط المطلوبة لجهة المشاركة الكاملة في كافة الحقوق والواجبات من الألف إلى الياء ... ولكن الأمر سيظل قيد التجربة .. ولا مجال لأية ذكر كسول ينام كما يحلو له ويستيقظ كما يحلو له ليجد البيت مرتبا والطعام جاهزاً ..


فهل تنجح التجربة (الجديدة) التي تقبل عليها مدينة  Noiva do Cordeiro النسائية أم تفشل ؟


الحكم على نجاح التجربة من عدمها متروك للمستقبل .. وحتماً هناك ذكور لا يمانعون في مشاركة أعباء الحياة مع المرأة كاملة شريطة أن تشمل هذه المشاركة العمل من أجل كسب الرزق .