الأحد، 24 أبريل 2016

هل يوقع السودان وأثيوبيا إتفاقية دفاع مشترك؟

هل يوقع السودان وأثيوبيا إتفاقية دفاع مشترك؟

مصعب المشرّف
24 أبريل 2016م
في محاولة حمقاء يائسة غير موفقة من الحكومة المصرية التغطية على تنازلها عن جزر إلى المملكة العربية السعودية . وبهدف إيقاف موجة الغضب الشعبي والحد من المظاهرات وأعمال الشغب المحتجة على هذا التنازل . فقد سارعت حكومة السيسي إلى رفع ورقة حلايب وشلاتين وإرسال قوات مصرية إلى هذه المنطقة لإجراء مناورات عسكرية بطول حدودها السياسية معنا ؛ دون أن تعي أن نهر النيل يتجه من الجنوب إلى الشمال وليس العكس ... وأن السودان قادر على ضرب مصر في كبدها ..... وأن التصعيد الغير مبرر ضد السودان قد يفتح الطريق سالكا ؛ ويمهد إلى توقيع السودان إتفاقية دفاع مشترك نافذة (ضد أي طرف ثالث) مع جارته اللصيقة الحميمة أثيوبيا ؛ والعودة مرة أخرى إلى المعسكر الإيراني الخميني ؛ فتخسر مصر بذلك السقط واللقط من سد النهضة الأثيوبي العملاق..... ويتم إغلاق باب المفاوضات الثلاثية حول هذا السد إلى الأبد .. وعلى المتضرر أن يشرب من ماء البحر إن لم يعجبه الحال والأمر.

إن على كافة الأنظمة المتعاقبة على حكم مصر اليوم أن تدرك جيداً أن توقيع إتفاقية كامب ديفيد الإستراتيجية للتطبيع مع إسرائيل قد تلاشت بسببها وتمزقت كل عرى العلاقات والإلتزامات العربية العربية ...... أصبح الحديث عن التضحيات محض خرافـة ....  ولم تعد هناك سوى المصلحة الصفراء السافرة هي التي تحكم العلاقات بين البلدان العربية ..... وأن من حق السودان أن ينشد ترتيب أولويات علاقاته حسب ما يتوافق مع مصلحته الوطنية.

بنود ومواد إتفاقية الدفاع المشترك التي تأمل بها أثيوبيا أن ترتفع بعلاقتها الأزلية مع السودان جاهزة على الطاولة ...... وما على السودان سوى الإشارة ولو بغمزة عين.


إننا وعلى واقع فشل الجيش المصري حتى يومنا هذا في حربه ضد تنظيم داعش والجماعات الجهادية الأخرى في شبه جزيرة سيناء والصحراء الغربية ؛ نستغرب أن تتعامل الحكومة المصرية إزاء هذا الفشل بنقل العبء إلى السودان ؛ وإستعراض عضلاتها في أراضيه التي تحتلها وعلى طريقة (اللي غلبته مراته راح يأدب حماته) .....

وإذا كانت الحكومة المصرية ضعيفة الذاكرة . فلا مناص هنا من التذكير بنيران الحطب والقش في المتمة .... ومعركة شيكان .... وتحرير الخرطوم .... ثم ومعركة توشكي التي لم يتمكن الخديوي الألباني الأصل من إيقاف تقدم عبد الرحمن النجومي بجيش المهدية نحو عمق مصر ؛ إلا بعد تدخل القوات البريطانية بقوة إلى جانبه بأوامر مباشرة من لندن....... ولا ننسى حتى كارثة حـرب اليمن.

بالطبع لا يخيفنا تهديد أو وعيد أجوف .. ولكن على الحكومة المصرية أن تدرك جيداً أنها إذا كانت تستخدم ورقة حلايب وشلاتين للإستهلاك المحلي ، وإلهاء شعبها عن متابعة حلقات مسلسل الفشل الإقتصادي والأمني ؛ والإعتماد المزمن على ستجداء الإعانات والمعونات التي لا تغني ولا تسمن من جوع . فإننا نؤكد أن مثل هذا التهويش الفارغ لن يكون له في نهاية المطاف من فائدة سوى إرتفاع أسهم النظام الحاكم في السودان ، وإلتفاف الشعب السوداني حول الرئيس عمر البشير.