الجمعة، 13 مارس 2015

صور نادرة لأسامة بن لادن في تورا بورا

صور نادرة لأسامة بن لادن في تورا بورا

 

مصعب المشرّف

13 مارس 2015م

 ضقر اليمن ... أسامة بن لادن في تورا بورا 


شهدت الفترة ما بين عامي 1996 و 2001 إقامة أسامة بن لادن الدائمة وسط جبال تورا بورا الأفغانية وبرفقته عديد من كبار مساعديه ومرافقيه .

 

هجمات 11 سبتمبر 2001

وبعد تاريخ 11 سبتمبر 2001م . وحين تأكد لأسامة بن لادن عزم الولايات المتحدة غزو أفغانستان والقضاء عليه وعلى تنظيمه (القاعدة) . قرر بن لادن الخروج من منطقة جبال تورا بورا واللجوء إلى باكستان المجاورة...

  

أسامة بن لادن (صقر اليمن) على صهوة جواده في تورا بورا الأفغانية


وقد كانت الوسيلة التي إستخدمها في خروجه من تورا بورا هي الحصان ... وبالطبع فقد أضافت إليه هذه الوسيلة المزيد من الألق "الجهادي" في عيون وأفئدة أنصاره ومؤيديه ؛ الذين رأوا فيه مثالاً ونموذجا لحلم إسلامي يسترجع  "غزوة مؤتة" .. وزمان "القعقاع" و "خالد بن الوليد" و "شرحبيل بن حسنة"  و"عكرمة بن أبي جهل" و "المهلب بن أبي صفرة" و "صقر قريش" .....  وغيرهم من خــلاصــة فرسان العروبة والإسلام على مدى التاريخ الناصع.

 

الصحفي عبد الباري عطوان (يمين) و أبو مصعب السوري (يسار) عام 1996م في تورا بورا

ومن بين مشاهد منطقة جبال تورا بورا خلال الفترة تلك المرتبطة بعامي 1996م و حتى 2001م .  كانت زيارة الصحفي الفلسطيني عبد الباري عطوان لأسامة بن لادن في مقره . والإلتقاء به مع آخرين في كهوفه ... ومن بين هؤلاء الموثق البريطاني الجنسية Gwynne Roberts . إضافة إلى أبو مصعب السوري الذي كان من مؤيدي أسامة بن لادن خلال عقد التسعينات من القرن الماضي . لكنه إنسلخ وأصبح من منتقديه. ووصف تنظيم القاعدة بأنه هرمي بيروقراطي ...

 

 المؤرخ البريطاني جوني روبرت (يمين) .. و أبو مصعب السوري (يسار) وبينهما صقر اليمن


وكان أبو مصعب السوري قد حاول أن يحتل موقع المنظر الآيدولوجي للقاعدة .. ولكنه إصطدم بمتانة ورسوخ وشموخ سلسلة جبال إسمها " أسامة بن لادن" الذي غطت كاريزميته وشهرته والأساطير التي نسجت حوله الآفــاق خلال عقود التسعينات وحتى منتصف الألفية الثانية ؛ وطغـت على جميع من كانوا من معاصريه حتى رؤساء الدول العالمية الكبرى ناهيك عن الصغرى والمجهولة.

 

أبوبكر شيخو - زعيم بوكو حرام النيجيرية

من جهة أخرى ؛ فقد كانت مسألة التمويل ومركزيته التي تركزت في يد أسامة بن لادن تشكل هي الأخرى عائقا أمام التخلص آنذاك البيروقراطية وهرمية التنظيم .... ولكن بعد إفلاح العديد من شبكات تجارة المخدرات وغسيل الأموال وتهريبها في إيجاد رؤوس جسور مع تنظيمات القاعدة . فقد أصبح الطريق مفتوحاً أمام فك الإرتباط الإداري بين دماغ القاعدة المركزي في أفغانستان ، وبين فروعه الأخرى التي إنتشرت جراء ذلك في كافة دول العالم إنتشار النار في الهشيم.

أسامة بن لادن خلال تسجيل لإحدى رسائله المتلفزة للعالم 


 وساعدت عوامل أخرى في منح تنظيم القاعدة القدرة على الإنتشار والإستنساخ ؛ ليس أقلها التدخل الأمريكي الفاشل في الصومال .. والغزو الأمريكي للعراق على رأس تحالف عالمي ..... وفساد وأخطاء بعض الأنظمة السياسية وإستخباراتها من جهة .... ثم وتقدم وسائل الإتصال والمعلوماتية والإعلام البديل .... وتنامي النعرات الطائفية والدينية سواء على خلفية ما جرى الترويج له من نظرية "صراع الحضارات" ... ومحاولات إيران الحثيثة لتصدير الطائفية الشيعية والثورة الخميمينة للدول العربية واالإسلامية الأخرى التي تتبع المذهب السني.

  

على أية حال ؛ وعلى عادة ومزاج كافة المفكرين العرب . فقد إنزوى أبو مصعب السوري بعد خلافه التنظيمي مع أسامة بن لادن .. ولكنه عاد وخرج عام 2004م بفكرة تنادي بفك الإرتباط البيروقراطي الهرمي بين تنظيمات القاعدة حول العالم . وبما يسمح لكل تنظيم في كل دولة بوضع الإستراتيجيات والخطط المناسبة لظروفه.

 

 أبو بكر البغدادي زعيم داعش .. وجه آخر جديد من وجوه عملات القاعدة الحرة

واقع الحال فإن نظرية أبو مصعب السوري قد نجحت أخيرا في الحصول على مؤيدين لها .. أو فلنقل أن خروج نظرية أبو مصعب السوري لحيز التنفيذ على نطاق واسع إنما كانت مسألة وقت ... وقد صادفت وقتها المناسب بعد أن تقدم العمر بأسامة بن لادن ، واشتد به المرض ، وضرب فيه الزمان بمعاوله حتى زهد في الدنيا ، وترك أمر إدارة تنظيم القاعدة لعديد من مساعديه في الصف الأول والثاني والثالث ....

وها هي الأيام تظهر لنا ما بين كل صباح ومغيب ؛ إعلان نشوء تنظيم جديد إستقى أفكاره من تنظيم القاعدة.

 

 صقر اليمن وبيده الكلاشينكوف الأشهر على مر العصور 


ولا جدال إذن أن يوم  2 مايو 2011م ، الذي شهد مصرع أسامة بن لادن على يد قوات أمريكية خاصة في مسكنه بباكستان .. لاشك مطلقاً أنه بموته الذي يعده معظم الناس إستشهاداً قد فتح الباب واسعاً أمام "بذور" القاعدة لتخرج من غرفته لتنتشر وتصبح إما تنظيمات سافرة بمسميات جديدة أو تظل خلايا نائمة تنتظر لحظة الإنفجار.

 

 الكاريزما ... تزداد بريقا وجاذبية يوما عن يوم في كافة المجتمعات وعبر العصور


إن أخطر ما تشكله القاعدة اليوم أنها أصبحت فكراً جهادياً مرناً يتسع للعديد من النظريات المؤدلجة .. وتزداد خطورة هذا التنظيم حين نضع في الحسبان أنه يتسربل برداء الإسلام ويتلو القرآن ويقيم الصلاة .. أو بما معناه أنه يستمد أسباب نموه ووجوده من إستمرار الإسلام وبقاء القرآن الكريم على الأرض وسط الناس ؛ بغض النظر عن بطلان هذه الشرعية من عدمها لجهة التأويل والتفسير ما بين مفتي القرآن ، و مفتي السلطان ، ومفتي المعارضة ، ومفتي الجهاد...... وحتى مفتي ألـ CIA.



 بن لادن وإلى جواره أبو مصعب السوري


 بعض الحرس في تنظيم القاعدة لحماية أسامة بن لادن في جبال تورا بورا



مسكن بن لادن في جبال تورا بورا


أحد كهوف أسامة بن لادن في جبال تورا بورا


حجرة أسامة بن لادن في جبال تورا بورا


مسكن أسامة بن لادن الذي يتكون من حجرتين وفناء


حرس بن لادن .... يبدو سعيداً بوظيفته













أحد وديان تورا بورا