السبت، 8 فبراير 2014

تعليق على فضيحة المريخ أمام كمبالا سيتي

تعليق على فضيحة المريخ أمام كمبالا سيتي

مصعب المشـرّف:
بعد هزيمته الفضيحة النكراء (2/صفر) أمام فريق كمبالا سيتي في إستاد الخرطوم مساء أمس السبت 8 فبراير 014 .... والشكل الهزيل والأداء الكوميدي المترهل الذي ظهر به فريق المريخ العاصمي في أول تجربة (حقيقية) له بعد عودته سميناً متدلي الكرش منتفخ الجعبات من الدوحة . فإن الذي اتضح الآن هو أن لاعبي المريخ  لم يحسنوا خلال وطوال فترة فعاليات معسكرهم الإعدادي بها سوى الأكل والشرب والنوم في العسل على حساب الإخوة العرب الكرماء أصحاب تلك الدولة الخليجية الثرية.

أكل الجماعة في الإدارة والجهاز الفني ومعهم اللاعبون .. وشربوا وحـلّـوا حتى أتخموا من الشبع وأصابهم داء السكري ..... فتكاسلوا وتثاءبوا وناموا حتى صارت أحلامهم كأحلام زلوط وأكبر ...

وكان ملاحظاً بعد عودتهم إلى العاصمة من ذاك المعسكر الإعدادي الذي دخلوا فيه ... كان ملاحظاً أنه لم يغير منهم سوى إنتفاخ مؤخراتهم وإمتلاءها هي وأردافهم بالشحم واللحم .. لا بل وتبدلت جلودهم فصارت ناعمة بعد أن كانت متشققة .. وتفتحت ألوانهم الكالحة حتى صارت مثل لون كبدة الإبل.....

خطط الجهاز الفني لفريق المريخ للعب مباريات في الدوحة مع فرق أوروبية على رأسها بايرن ميونيخ  الألماني اللذين لعبوا مع المريخ كما يلعب الكبار بأريحية وبساطة وتعاطف فطري مع الأطفال . فيحسب الأطفال بعدها أنهم أصبحوا كبار.

 وإذا كان الجهاز الإداري والفني على حد سواء يعلمون (على ما أعتقد) أن لا مناص من اللعب ضد الفرق الأفريقية للحصول على بطولات خارجية رسمية ..... وأن منافسينا الحقيقيون إنما هم الأفارقة ...  فلماذا لم يركز المريخ على أداء مباريات مع فرق أفريقية قوية خلال معسكره الإعدادي المثير للجدل؟؟ ... أليست هذه هي البلاهة بعينها . وسـوء التخطيط .. والجهل المطبق ... ومــد الأعناق إلى ما لاطائل من ورائه ؟ .. وحيث يعلم القاصي والداني أن الكرة الأوروبية تختلف إختلافاً نوعياً عن نظيرتها الأفريقية.

متى نقتنع بأننا أفارقة وشعب لدولة أفريقية داخل القارة الأفريقية ... وأن المنافسات الأفريقية هي وحدها جسر العبور نحو المونديال والأولمبياد وغيرها من منافسات عالمية ..... وأنه لا مفر لنا إذن سوى الإعداد لما يؤهلنا للتعامل المؤسساتي والنفسي والتنافسي مع هذا الواقع الذي لا ننفك نشيح عنه بوجوهنا وندير له ظهورنا؟

ثم ما هي هذه النغمة التي كلما إزددنا فقراً وبهدلة نشرع في ترديدها كالببغاوات .. نغمة العالمية ..... عن أية عالمية نتحدث؟
حسبنا الله ونعم الوكيل .. هل لمجرد أن فريق المريخ قد دفع أموالاً طائلة بالدولار لكي يلعب مباراة ودية مع بايرن ميونيخ .. هل يعني ذلك أنه وصل للعالمية ؟

واضح أننا بتنا اليوم أسرى لإعلام وإدارات رياضية جهلاء بسطاء من خريجي مدارس محو الأمية ؛ ومن غير ذوي الإحتكاك أو التجربة .. لايعرفون كيفية صناعة العالمية .. وما هو السبيل إليها ... وما هي أبسط مقوماتها ومتطلباتها .. إنهم بالفعل جهلاء بلهاء إلى الحد الذي يجعل البعض يحسدهم على ما هم متنعمون فيه من جهل .... أو كما قال المتنبيء (شاعر عربي) :
ذو العقل يشقى في النعيم بعقله

وأخـــو الجهالة في الشقاوة ينعم