السبت، 13 يونيو 2015

الكلب العبـوس

الكلب العبـوس

مصعب المشرف
13 يوينو 2015م

من لمحة غزل ومجرد أمل إيه لازم الزعـل؟

ملامح الوجه العبوس ينفر منها الغير بشكل تلقائي . رغم أن هذه الملامح قد تكون طبيعية لأسباب تتعلق بعضلات الوجه والعيون . وغيرها من تضاريس لا يد لصاحبها فيها ، بقدر ما هي عائدة لخلق الله وحكمته .. ولله في خلقه شؤون.


والشاهـد أن صاحب الوجه العبوس ربما يكون على العكس بمقدار 180 درجة من الإنطباع الذي يؤخذ عنه من الوهلة الأولى .. ويظل وجهه هذا عائقاً أمام تواصله اليومي وجها لوجه مع الناس الذي لايعرفونه عن قرب . وربما حتى الحيوان والطيور والكائنات الأخرى بما فيها النباتات والجمادات.

ولكن برغم كل هذا . فإن للناس فيما يعشقون مذاهب.
وهناك من يعجبه الوجه العبوس لسبب أو لآخر ..
وهناك من أصحاب الوجه العبوس من لا يضحك أو يبتسم أبداً ، حتى لو رويت له نكتة توجع الكبد من كثرة الضحك ..

عابس في كافة الأحوال
أعرف فتاة بالغة الحسن واسعة الثراء ؛ أغرمت بشاب وجهه عبوس لا يضحك إلى درجة أطلق عليه الناس لقب "زعلان ديـمـة" ...... .. تزوجت هذه الفتاة من صاحبنا هذا وسط إستغراب أهلها . وظلت تتمسك به والإستمتاع بعبوس وجهه سنوات . ولكنه فاجأها ذات يوم بضحكة وإبتسامة على غير عادته . فغضبت منه وتركت له المنزل وعادت غاضبة ناشـزة إلى بيت ذويها .

ربما يجد البعض في صاحب الوجه العبوس التسلية وخير صديق .. وحين يسأل الناس هذا المعجب بصديقه العبوس يرد عليهم (ضاحكا)ً بالقول أنه أطيب الناس خلقاً وألطفهم .

تضمه إلى جانب صدرها بقوة وحِنـيّـة... ومع ذلك فهو لا ينفك عابساً

هذا الكلب الذي حباه الله بهذا الوجه العابس . وجد حسناء من بنات الغرب أعجبت به أيما إعجاب ؛ وأصبح كل همها هو ملاطفته ومداعبته بما يزيد من عبوس وجهه ....
زاد عبوسه بعد أن ضربته الكرة في رأسه
وذات يوم إكتشفت بالصدفة أن ملامح وجهه تزداد عبوساً في مواقف أخرى . حدث ذلك حين كانت تلعب معه بالكرة . فكان أم صدمت هذه الكرة وجهه فحانت منه إلتفاتة زادت من عبوسه .. ومن يومها لم يعد لها هم ولا متعة سوى قذف الكرة في وجهه. فيزيد عبوسه للكرة وتضحك هي معجبة بهذا العبوس الزائد عن الحد. . وتزيد من حرارة إحتضانه لها وتقريبه إليها وإطعامه على طريقة "رزق الهبل على المجانين".

ورحم الله الشاعر أبي فراس الحمداني عند قوله من قصيدته التي مطلعها "أبيت كأنِّي للصبابة صاحب" ؛ إلى أن يأتي عند قوله :

" ومِن مذهبي حبّ الدِيار لأهلها ... والناسُ فيما يعشقون مذاهب "