توضيح الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر
مصعب المشرّف
28 ديسمبر 2014م
ما زال قول الله عز وجل من الآية (187) في سورة البقرة لتحديد توقيت التوقف عن الأكل والشرب وبدء صيام الفرض والسنة والنذر والتطوع : [وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ...] يثير لدى عامة المسلمين بين الحين والآخر تساؤلات عن تفسيره وإيضاحه عملياً .
والبعض اليوم يظن أنه لاداعي للعلم الذاتي للمسلم بهذه الظاهرة الكونية المتكررة . وأن الراديو والتلفزيون والآذان والساعة كفيلة ببيان مواعيد الإمساك وبداية الصيام .. ولكن هناك أحوال قد لايتوفر فيها للإنسان هذه الوسائل لسبب أو لآخر ... ومن ثم فإنه ينبغي على المسلم أن يثقف نفسه بالدين حتى يعتمد على نفسه في تحديد مواعيد الصيام والإفطار والصلاة في حالة لو تقطعت به السبل وتاه على سبيل المثال في الصحراء... أو قذفت به الأقدار وسبل كسب العيش للحياة في أرياف وقرى دول غير إسلامية.
هذه الصورة هي الأحدث من نوعها التقطها رائد الفضاء الألماني أليكساندر قيرتس من كاميرا مثبتة في محطة الفضاء الدولية من على ارتفاع 200 ميل (مئتي ميل) قبيل طلوع الفجر فوق جزء من الكرة الأرضية .
لاحظ أعلى يسار الصورة الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر يتبين فوق جزء من الكرة الأرضية مباشرة ......... ولاحظ أيضا كيف أن موقع هذا الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر يأتي متسقا مع الترتيب المكاني الوارد في هذه الآية الكريمة ... أولاً الخيط الأبيض في الأعلى .. ثم الخيط الأسود .. ثم الفجر تحت الخيط الأسود ....
فسبحان الله العزيز والحمد لله على نعمة الإسلام .. وصلى الله وسلم على الحبيب المصطفى ... وأنها دعوة للتأمل حول الكيفية التي سخر الله بها هؤلاء العلماء من غير المسلمين لكي يثبتوا لنا يوما بعد يوم تفسيرات لانعرفها من آيات القرآن الكريم أو الحديث النبوي الشريف ...
أما اللون الأسود فوق الخيط الأبيض مباشرة فهو عبارة عن الفراغ الغير مضيء بطبيعته . وهذه ظاهرة إكتشفها علماء الفضاء قبل سنوات فقط بعد توصلهم إلى تكنولوجيا التصوير الحديثة للأرض والكواكب والأقمار والنجوم ، بما فيه الشمس التي وإن كانت مضيئة بذاتها إلا أنها تجري لمستقر لها في بحر من الظلمات هي الأخرى .
عالم الفضاء الألماني ألكساندر قيرست .. هبط مؤخرا إلى الأرض من الفضاء ، وفي جعبته 12,500 صورة إلتقطها للأرض ودرب التبانة خلال رحلة ضمن فريق دامت 165 يوم .. ويبدو أنه لايعلم حتى اللحظة أن هذه الظاهرة الكونية المتكررة التي إكتشفها بالصور قد وردت في القرآن الكريم ؛ وتنزلت في جوف صحراء شبه الحزيرة العربية على النبي الأمِّـي أشرف الخلق قبل أكثر من 1435 سنة .. وارتبطت على نحو خاص بأداء فريضة من أركان الإسلام الخمسة.