فوضى صعاليك المريخ العاصمي في
الحصاحيصا
الكرة في بلادنا باتت مرهونة
لمحموعة من الصعاليك والفاقد التربوي ؛ وأنصاف المتعلمين والسماسرة والمهربين ؛ والمرابين
وغاسلي الأموال ؛ ومليونيرات الغفلة ، تزفهم جوقات المنافقين والمطبلين من
الإعلاميين في كافة جوانبها ..
أبــــــوال الزعـيم الصــفــــراء
تبوّل لاعبو المريخ في قناني ووضعوها فوق طاولات مكاتب مقر إتحاد الحصاحيصا لكرة القدم
والذي جرى من لاعبي المريخ العاصمي
مساء الثلاثاء 5 نوفمبر الجاري في مقر إتحاد الحصاحيصا يدل دلالة واضحة أن أسباب
فشل الكرة السودانية في كافة المنافسات الخارجية إنما مردها إلى الإستهتار
واللامسئولية بسبب إنعدام الأخلاقيات وتفشي البلطجة والجهل في كافة أروقتها سواء
في جانب الإدارة أو الأجهزة الفنية وإنتهاءاً باللاعبين ... بل لا نراها في داخلها
وأقبيتها وسراديبها وممراتها ؛ بل وإفرازات مخرجاتها سوى نسخة من أندية قـرى سدوم
.... ولأجل ذلك ينآى كل أولياء الأمور من العائلات السودانية الكريمة السوية المحترمة
عن إلحاق أبنائهم بمثل هكذا أندية لا تمثل سوى الأسواء والأبشع أخلاقيا في كل
مناحي الأخلاقيات السلبية التي تفوح من نتانتها روائح كل مجتمع وتظل خسراناً عليه
وآفة من ضمن الآفات التي تنخر كالسوس في عظامه.
سمعنا الكثير عن ما يجري من مخازئ
ومهازل وتجاوزات وأساليب بلطجة وقلة أدب وصعلكة ، وقدوات سيئة تزخر بها أندية
الكرة من إستخدام للكمات والشلاليت وبذاءة الألفاظ والشتائم والنعوت النابئة التي
يطلقها الإداريون عامة ورؤساء الأندية خاصة في وجوه اللاعبين وبعضهم . وحياكة
المؤامرات وإتباعهم ثقافة التحطيم لكل من لايدخل مزاجهم من اللاعبين ..
ثم والكيفية التي يتصرف بها
اللاعبون أنفسهم .. والشللية من جانب سواد الأعضاء والإعلام المأجورة لهذا الإداري
وذاك ... وكيفية الطريقة الميكافيلية الوضيعة التي يلجأ إليها الوسطاء والأجاويد
لحلحلة المآزق والمشاكل داخل أروقة الأندية وفي أقسام الشرطة . ضاربين عرض الحائط
بكل ما هو أخلاقي ومرتبط بالدين والقيم والمثل والقانون الوضعي واللوائح .. إلخ ..
وهو الأمر الذي يشجع يوما بعد يوم على مزيد من التجاوزات والتخريب الأخلاقي الذي
يمارسه هؤلاء المرضى الساديون من الإداريين ؛ ثم ومرضى النقص الإجتماعي والأكاديمي
الذي يعاني منه اللاعبون الذين يقيم لهم بعض الفارغون البلهاء الدنيا على المستوى
المحلي ، رغم أنهم في كافة المنافسات الدولية أسطوانة هزائم مجلجلة لا يساوون بصلة
. ومجرد أرانب وملطشة من لا ملطشة له.
إن المشكلة تبقى دائما في تخريب
هذه السلوكيات لعقول الأطفال والصبيان وصغار الشباب الذين عادة ما يجعلون من لاعبي
كرة القدم قدوة لهم ويعجبون بهم أيما إعجاب في هذه المرحلة من أعمارهم الغضة
المصحوبة بقلة التجربة وعدم النضج والرغبة في تقليد الغير والمحاكاة .... وهنا
تكمن الكارثة حين يصبح أمثال هؤلاء المتفلتون والصعاليك قدوة لشباب مدارس أو شوارع
في طور النشأة والبناء لذهني والتكوين النفسي.
كذلك لاحظنا في أكثر من مثال
وحادثة سابقة وهذه التي إرتكبها لاعبو المريخ العاصمي في الحصاحيصا ؛ أن الأجهزة
الأمنية المعنية تتساهل معهم ؛ ولا تتخذ في حق المتفلتين من هؤلاء الإداريين
واللاعبين الإجراءات القانونية المنصوص عليها. أو كأنّ هؤلاء دولة داخل دولة وفوق
القانون. وهو ما يؤدي إلى تفاقم أوضاع كرة القدم المزرية التي تسجل كل صباح جديد
فشلا أكثر من سابقه.. ويظل الإعلام الرياضي الرخيص المدفوع الثمن الذي يبيع كتابه الولاءات
ليتسلق مكاتب التحرير في الصحف والتلفزيون والإذاعة .. يظل هؤلاء أس البلاء وثالثة
الأثافي وقمة جبل الأبالسة المتواري تحت الأرض.
إن السؤال الذي يطرح نفسه دائما
هنا هو لماذا يذهب البعض في أجهزة الدولة المعنية إلى إعتبار أن ما يحدث في داخل
ملاعب كرة القدم وساحات الأندية ؛ وما يرتبط بها من مباني ومقار وكأنها سفارات
لدول كبرى دائمة العضوية في مجلس الأمن؟ ..... ولماذا يكون التبرير الإكلاشيه
والإتجاه دائما هو "الإكتفاء بعقوبات تأديبية" يصدرها إتحاد الكرة أو
إدارة النادي ..... والشاهد أن مثل هذه العقوبات التأديبية إن صدرت فإنها لاتستمر
سوى بضعة أيام . ثم يصدر "العفو" المؤكد عنه وتلغى العقوبة رغم أنها عند
توصيف بعضها تدخل ضمن دائرة الجنايات .. وهو ما جرى بالفعل حين إعتدى حارس مرمى
المريخ "أكرم" على ثلاثة لاعبين من نيل الحصاحيصا بالضرب المفضي إلى
جروح وكدمات.
حارس مرمى المريخ العاصمي "أكـرم عـلـي كــــلاي"
فبعد إنتهاء مباراة المريخ العاصمي
مع نادي النيل الحصاحيصا التي جرت (في ما يسمى إعتباطاً) بإستاد الحصاحيصا . سارع
حارس مرمى المريخ المدعو "أكرم" للإعتداء باللكمات على ثلاثة من لاعبي
الحصاحيصا كان ضمنهم "السعودي" الذي تم نقله إلى قسم الحوادث ..... ولم
يكتفي (أكرم علي كلاي) المشار إليه بتسديد اللكمات. بل قام بتحطيم أثاث المكتب
التنفيذي لإتحاد الحصاحيصا ، ورمى بجهاز الكمبيوتر الخاص بالإتحاد على الأرض . ..
ويبدو أن بعض حراس المرمى عندما يفشلون ويتحولون إلى غرابيل فول مهترئة ، نراهم
يسارعون دائما إلى تجربة حظهم في رياضة الملاكمة والمصارعة الحرة ... كل هذا جرى
من "أكرم كلاي" دون أن يجري حبسه في أقصى زنازين شرطة الحصاحيصا تمهيدا
لتقديمه إلى النيابة والقضاء العادل وفق ما تنص عليه قوانين البلاد فيما يتعلق
بجرائم الإعتداء الجنائي على الأشخاص بالضرب وتخريب ممتلكات الغير ..... ويا للخجل
فقد رشح أن الحارس " أكرم كلاي" قد تم إطلاق سراحه في أقل من لمح البصر
بعد تدخل رئيس بعثة المريخ الإداري عبد الصمد محمد عثمان ؛ وبعد أن وعد بالتعويض
عن الخسائر ........ عن أية خسائر يتحدث رئيس البعثة هذا؟ ... هكذا إذن يتعامل
الإداريون مع تصرفات اللاعبين وسلبياتهم الأخلاقية والسلوكية التي لا تمت إلى
الخلق الرياضي والعام المفترض بصلة ... وهنا يكمن أس البــلاء المزمن.
إذن هكذا ولأجل مثل هذا يتصارع
الناس للفوز بمواقع إدارية في أندية كرة القدم ويدفعون الأموال السخية لتمويل
حملاتهم الإنتخابية لأجل أن يصبحوا فوق القانون .. بل وكي يصبحوا القانون نفسه
وتتفتح أمامهم كل الأبواب المغلقة وبما يحقق لهم مصالحهم الخاصة بأكثر مما أنفقوا
.... ولتذهب الرياضة والأخلاق وسمعة
البلاد إلى الجحيم....... فهل يفهم الناس من البسطاء وأهل البراءة لماذا هذا
التدافع لنيل المناصب في أندية كرة القدم؟؟ ... حقاً إذا عرف السبب بطل العجب ..
فالمسألة في نهاية المطاف مصالح ليس إلاً .. ودعك من كلمات ممجوجة مفلسة مستهلكة مثل
"عاشق النادي" و "إبن النادي الوفي"... فأمثال هؤلاء
النرجسيون لا يعشقون سوى أنفسهم . ولا يتهافتون ولا يلهثون إلا خلف مصالحهم
الذاتية لتي تترجم في نهاية المطاف إلى مزيد من المداخيل والثروة.
رأينا إذن رئيس بعثة نادي المريخ للتبوّل
والملاكمة قد أصبح هكذا وبكل بساطة الشرطي والأمباشي والضابط ووكيل النيابة
والقاضي الذي يطلق سراح الجاني ويحدد التعويض الموعود ... أصبح هذا الإداري هكذا
وأفلح في إختراق وتجاوز كل القوانين لأنه رئيس بعثة نادي المريخ في هذا البلد
المنكوب من كل حدبٍ وصوب .... ويا بــلاش ... ولمثل هذا فليتنافس المتنافسون على
مقاعد مجلس الإدارة وإدارة كرة القدم في نادي المريخ وغير المريخ.
والسؤال الآخر الذي يطرح نفسه هنا
هو : هل التعويض المالي هو كل المهم والأهم لدى رئيس البعثة؟ ... بل ولدى إدارة
إتحاد الحصاحيصا المحلي لكرة القدم ؟ ... وعلى ذلك قس وحدث ولا حرج في هذه الرياضة
الممتحنة بلاعبيها والقائمين عليها ممن لا يحسنون سوى صناعة الفشل والفضائح من كل
صنف ونوع.
أين المردود التربوي والأخلاقي هنا
؛ ثم أين الحق العام ؟؟ وكيف يتم إخلاء سبيل شخص إعتدي على شخص آخر بالضرب . وأدى
إلى إسالة الدماء وإلحاق إصابة بليغة بوجهه أدت إلى نقله إلى قسم الحوادث بمستشفى
حكومي عام؟
أين سلطات المستشفى ؟؟ وأين الطبيب
المعالج من كل هذا؟؟ لماذا لم يتم إحالة الأمر إلى الشرطة لملء الأورنيك الخاص
بفتح البلاغ أولاً مثلما يتم الإجراء به في مثل هذه الحالات؟
إذن هي مشكلة وطامة كبرى ومأساة عامة
يشارك فيها كل قطاعات المجتمع من شرطة وأطباء ومستشفى وإداريين .... ثم نأتي
لنتساءل بعد ذلك عن الأسباب التي أدت إلى تدهور حال الكرة السودانية إلى هذا الحد
المخجل المزري الذي دفع بمعظم الناس المحترمين إلى هجرة قاعات أنديتها وميادينها
والكف عن دعمها ومتابعة أخبارها . ولم تعد تشغل سوى الصبيان والفتيان اللذين للأسف
يتأثرون بمثل هكذا "ثقافة" شوارعية أقل ما يقال عنها أنها صعلكة وكارثية
عديمة الأخلاق من أعلى رأسها إلى أخمص قدميها... ولن تنتج لهذا البلد سوى القيح
والدمامل والتشوهات السلوكية والإجتماعية.
وبالفعل فقد كان من ضمن هذه
التقيحات والدمامل والتشوهات تلك التصرفات الجماعية التي قام بها لاعبو نادي
المريخ العاصمي حين تبولوا داخل قناني المياه ووضعوها على الطاولات وداخل الثلاجات
. وتبولوا كذلك على أرضية ومشمع صالة مقر إتحاد الحصاحيصا المحلي لكرة القدم ؛ وفق
ما نقلته بالتقرير الكتابي المشفوع بالصور الفوتوغرافية صحيفة الراكوبة
الألكترونية . وتناقلته بعدها وسائل المعلوماتية الحرة على مختلف أدواتها من مواقع
ويو تيوب ومنتديات ومدونات وفيس بوك .
ماذا ترك هؤلاء اللاعبون المتبولون
من طبيعة وتصرفات مشابهة للحيوانات عامة والتيوس خاصة إذن ؟ ...... وربما يكون
التيس معذوراً لأن هذه هي طبيعته وأقصى ما منحه له خالقه ... ولكن ما هو عذر البشر
؟ ثم ألا يخجل هؤلاء وهم يفضحون ويكشفون عورتهم المغلظة أمام بعضهم البعض ؟ ....
أخشى والله أن 99.99% منهم لا يعرف أنها عورة مغلظة ، ولا يفهم معنى كلمة
"مغلظة" أصلاً.
ترى ماذا تبقى لصحافة الطباخين
والمنافقين الورقيين لقوله وتبريره اليوم وغداً وبعد العد عن تصرفات "
نجوم" الزعيم .... وأيتها زعيم ؟؟ زعيم الأبوال واللكمات والواسطات التي تتجاوز
وتكسر القوانين والإجراءات الأمنية التي تمس هيبة الدولة وضمير المجتمع وأغلى ما
لديه من أدوات للحفاظ على إستقراره ومكتسباته .
اليوم وغداً تصدر الصحف الرياضية
المنافقة بتوجيهات إدارة نادي المريخ للتغطية والتعمية ومحاولة إضفاء بطولات زائفة
، وإخلاقيات معدومة على الإداريين واللاعبين .. وينسى هؤلاء المنافقون في غمرة
جهلهم وساديتهم وحماقتهم وثمنهم البخس أن
الأمور أصبحت جميعها مكشوفة بالصوت والصورة وفي أقل من لمح البصر .. وأن المواطن
السوداني المتحضر المثقف لم يعد في حاجة إلى قراءة ما يستفرغونه من أمعائهم
المريضة ويتبولونه من مثاناتهم المرتخية.
ترى وبمراجعة بسيطة لأحداث
إحتجاجات 23 سبتمبر . فإننا نتساءل فقط عن الرد الذي كانت ستتخذه الأجهزة المعنية
في حالة إعتداء طائفة من المحتجين على مقر إتحاد كرة القدم في الحصاحيصا بتكسير
الأثاث وتجطيم الزجاج وإتلاف الأجهزة الكهربائية والتبوّل في صالته ؟ .... ألم يكن
الرصاص هو الدواء العاجل؟
فلماذا إذن والأمر كذلك يترك هؤلاء
الفاقد التربوي التيوس المتبولون يعيثون في أملاك الشعب فساداً بالتكسير والتحطيم
والتبول الإرادي داخل قاعاته ؟... وماذا أعطى هؤلاء للسودان من بطولات وسمعة حسنة
في المحافل الدولية حتى تعاملهم الأجهزة الأمنية بهذا الرفق واللين والتغاضي؟؟
آثار أبوال لاعبي نادي المريخ على أرضية ومشمع مقر إتحاد الحصاحيصا لكرة القدم
ترى ماذا يتوقع القائمون على أمر
البلاد من تصرفات محتملة للنشء والأجيال القادمة في مثل هكذا حالات تمر مرور
الكرام دون عقاب رادع ؟؟ ... أين المشروع الحضاري إذن ؟ ....
أين المشروع الحضاري ؟؟ وما هي مدخلاته
لجهة التطبيق والمحاسبة؟.. ألم يكن هذا المشروع ولا يزال وعد وتبشير دولة قائمة
حاكمة؟
من حقي أن أتساءل (ببراءة) عن
مجالات تطبيق هذا المشروع الحضاري وعن مدخلاته ومخرجاته . وهو الذي ظل مجرد شعار
باهت مرفوع منذ ربع قرن .... ومن حق القاريء أن يضحك على تساؤلي هذا ، ويكتكت ويرقص
بكتفيه حتى يقع على الآرض ويموت من الضحك... وبعض الموت خيرٌ من حياة في هذا الزمن المخجل.