اللعب بين الأطلال
مصعب المشرّف
2 أكتوبر 2014م
التوقف والبكاء عند الدِمَن والأطلال كان ديدن شعراء العرب حتى أتاهم الشاعر أبو نواس في العصر العباسي فاستبدل الأطلال والدمن بالخمر والغلمان.
وأعذب وأشهر المعلقات العشر (معلقة أمرؤالقيس ، ومعلقة طرفة بن العبد) ؛ إفتتحها أصحابها بالبكاء على الأطلال والدمن ..
قال أمرؤالقيس :
قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل ..... بسقط اللوى بين الدخول فحومل
وقال طرفة:
لخولة أطلال ببرقة ثهمد .... تلوح كباقي الوشم في ظاهر اليدِ
قال أمرؤالقيس :
قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل ..... بسقط اللوى بين الدخول فحومل
وقال طرفة:
لخولة أطلال ببرقة ثهمد .... تلوح كباقي الوشم في ظاهر اليدِ
وأما أبو نواس فقد سخر من كل ذلك قائلاً:
عاج الشقي على رسم يسائلة ... ورحت أسأل عن خمارة البلد
ويبدو أن السخرية من الأقدار قد أصبح اليوم كما هو الحال بالأمس ديدن العرب في رفضهم لصور وآثار الدمار على مر العصور.
وكان أن هرع صبيان وأطفال غزة يلهون ويلعبون ، وسط الخراب الذي خلفه القصف الإسرائيلي على المباني والمدارس والمرافق والأسواق ...
فهل توقف الجيل الجديد من أبناء غزة على الأطلال هنا ليبكوا أم ليسخروا من عدو لايفهم سوى لغة المال والأملاك ؟
الشاهد أنهم توقفوا ليسخروا من عدو جبان لا يفهم معنى صمود النفس فوق الخراب الزائل.