لماذا الإهانات المصرية لعمر البشير في القاهرة ؟
مصعب المشرّف
19 أكتوبر 2014م
في إستغلال بشع واضح لعزلة نظام الحكم السوداني دولياً بعد إختياره الإنضمام لحلف إيران ..... والمعارضة السياسية والمسلحة الشرسة التي تجابهه في داخل السودان ... ثم ومطالبات المحكمة الجنائية الدولية بضرورة مثول الرئيس السوداني أمامها لمواجهة تهم تتعلق بالإبادة وإنتهاك حقوق الإنسان .. فقد ذهب المصريون بعيداً في محاولتهم إستفزاز الشعب السوداني من خلال إهانتهم المقصودة لرئيسه عمر البشير حين نشروا كاريكاتير يسخر من مقولة عمر البشير بأن حلايب سودانية ويعايره بإنفصال الجنوب ....... هذا الإنفصال الذي جاء حضارياً وفق إرادة أهل الجنوب أنفسهم عقب إستفتاء عام.
وتواصلت حلقات مسلسل الإستهزاء البروتوكولي بالرئيس السوداني عمر البشير عندما أهملوا عمداً وضع العلم السوداني جوار العلم المصري خلف المقعد الذي يجلس عليه عمر البشير وبما يوحي (على طريقة صدام حسين) وكأنّ السودان محافظة مصرية ... وأن الرئيس عمر البشير ليس سوى (والي) تابع لمصر في السودان .
وبعد كل هذا الإستفزاز المقصود كان تعليقهم خريطة كبيرة خلف السيسي وعمر البشير نقلت خط الحدود المصرية السودانية جنوبا من خط العرض 22 إلى الخط 20 ؛ لتصبح حلايب وشلاتين داخل الأراضي المصرية بالإضافة إلى معظم بحيرة السد العالي ....ثم ضمنوا هذه الخريطة خريطة أخرى صغيرة تشير إلى أن حلايب داخلة ضمن الحدود المصرية.
الوفد السوداني جالس مستأنس رغم غياب العلم !! .. قاعدين ليه ما تقوموا تروّحوا ؟
ولا ندري إلى متى ... وإلى أي مدى يذهب بعض المجانين في مصر في هذا الإتجاه الإستفزازي للشعب السوداني ؛ رغم واقع أن السودان قد نال إستقلاله عن بريطانيا ومصر رسمياً منذ العام 1956م ؟ وبما يعني ذلك من ضرورة مراعاة مصر لواقع أن السودان دولة حرة مستقلة ذات سيادة ؛ وعضو في الأمم المتحدة والجامعة العربية والإتحاد الأفريقي .. إلخ إلخ من منظمات وهيئات إقليمية وقومية ودولية .. وأن هناك تبادل دبلوماسي بين البلدين وسفارات معترف بها في عاصمتي البلدين .. .. وهو ما يجعل من الأراضي السودانية وحدوده السياسية المعترف بها دولياً غير قابلة للإحتلال والمصادرة أو حتى الإيجار ؟ ... وأن حدوده بالجملة والقطاعي غير قابلة للتعديل والتغيير بالسطو والسرقة المسلحة ..... وتنفيذ الخطط الإستيطانية على الطريقة الإسرائيلية في فلسطين.
واشمعنى العلم الإسرائيلي بيرفرف عَمّال على بَطّال ... ومرفوع خـفـّاق جوار العلم المصري في قلب القاهرة .... وعلى عينك يا تاجر .. واللي ما يشتري يتفرج؟....
يبدو أن منطق القوة هو وحده السائد هذا الزمان.
وأن هناك ناس تخاف ما تختشيش.
إن الذي يجب أن يعيه الجميع هو أن العلم السوداني ليس ملكا لعمر البشير أو وقفا عليه وحده .. ولكنه ملك للشعب السوداني برمته .. وأن إهانة هذا العلم والإستخفاف به إنما يعني إهانة وإستخفاف بالشعب جميعه.
وكذلك الحال بالنسبة إلى ملكية السودان لأرض حلايب وشلاتين ، التي لايملك كائنا من كان في السودان حق التنازل عنها للغير .
ومن جهة أخرى نتوقع أن يقوم السودان بالإحتجاج على هذه الإهانات التي لا نرى سوى أنها مقصودة .... وطلب إعتذار مصري رسمي .
ونؤكد لمجانين الدولة المصرية الذين لا يزالون يهلوسون بأن السودان أرض مصرية .... نؤكد لهم أنه على الرغم من الخلافات السياسية أو التفاوت في الآراء والمواقف بالداخل السوداني . فإن ذلك لا يعني أن يرضى الشعب السوداني في مجمله بإهانته في شخص رئيس الجمهورية أو شخص مواطن عادي رمته الظروف بأرض مصر .. والسكوت على الإهانات لا يعني في نهاية المطاف سوى فتح شهية الغير لتجريعنا المزيد من الإهانات.