في فضل سور وآيات من القرآن الكريم
(حلقة 3)
سورة البقـرة
مصعب المشرف:
12 رمضان 1435هـ
جاء في مسند الإمام أحمد
وصحيح مسلم والترمذي والنسائي ؛ أنه عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى
الله عليه وسلم قال: [لا تجعلوا بيوتكم قبورا فإن البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة
لا يدخله الشيطان].
وقال الصحابي الجليل عبد
الله بن مسعود رضي الله عنه : "من قرأ عشر آيات من سورة البقرة في ليلة لم
يدخل ذلك البيت شيطان تلك الليلة. أربع من أولها ، وآية الكرسي ، وآيتان بعدها ،
وثلاث آيات من آخرها ."
وفي رواية أخرى قال
"لم يقربه ولا أهله يومئذ شيطان ولا شئ يكرهه ولا يُقْرَأنَ على مجنون إلا
أفاق"
وعلى هذا النحو تكون
القراءة لصد وطرد الشيطان أو للمعالجة على النحو الآتي:
(أعُوذُ
بالله مِن الشيطانِ الرَ جيم)
[بِسْمِ
اللهِ الرَّحْمَنِ الرّحِيمِ]
آلـم
(1) ذَلِكَ الكِتابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ (2) الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ
بِالغَيْبِ وَيُـقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزقناهُمْ يُنْفِقُونَ (3) والَّذِينَ
يُـؤْمِنُونَ بِـمَا أُنْزِلَ إلَيْكَ وَمَا أُنْـزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَبِالآخِرَةِ
هُمْ يُـوْقِنُونَ (4)
[بِسْمِ
اللهِ الرَّحْمَنِ الرّحِيمِ]
اللهُ
لا إلهَ إلاّ هُوَ الحَيَّ القيُّومُ لا تأخُذهُ سِنَة وَلا نَوْمٌ لَهُ مَا فِي
السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأرْضِ مَن ذا
الذِي يَشفَعُ عِنْدَهُ إلاّ بإذنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أيْدِيهِمْ ومَا خَلفهُمْ
وَلا يُحِيطُونَ بشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إلاّ بمَا شاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ
والأرضَ ولا يَؤُوُدُهُ حِفظَهُمَا وَهُوَ العَلِيُّ العَظِيمُ (255) لَا
إكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ
الرُّشْدُ مِنَ الغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن باللهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ
بِالْعُرْوَةِ الوُثقىَ لا انْفِصَامَ لَهَا وَاللهُ سَمِيعٌ عَلِيمُ (256) اللهُ
وَلِيُّ الذين آمَنُوا يُخرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إلَى النُّورِ والَّذِينَ كَفَرُوا
أوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُم مِّنَ النُّورِ إلَى الظُّلُمَاتِ أُوْلَئِكَ
أصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (257).
[بِسْمِ
اللهِ الرَّحْمَنِ الرّحِيمِ]
لِّلَّهِ
مَافِي السَمَاوَاتِ وَمَافِي الأرْضِ وَإنْ تُبْدُوا مَافِي أنفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ
يُحَاسِبْكُم بِهِ اللهُ فَيَغْفِرُ لِمَن يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَن يَشَاءُ واللهُ
عَلَىَ كُلِّ شَئٍ قدِيرُ (284) آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ
والمُؤْمِنُونَ كُلُّ آمَنَ باللهِ ومَلائِكَتِهِ وكُتُبِهِ ورُسُلِهِ لاَ نُفَرِّقُ
بَيْنَ أحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ وقالُوا سَمِعْنَا وأطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ
المَصِيرُ (285) لاَ يُكَلِّفُ اللهُ نَفْسَاً إلاّ وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ
وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لاتُؤَاخِذْنَا إن نَسِينَا أَوْ أخْطَأْنَا
رَبَّنَا وَلاتَحْمِلْ عَلَيْنَا إصْرَاً كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِنَا
رَبَّنَا وَلاَ تُحَمِّلْنَا مَا لاَ طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاْعفُ عَنَّا واغْفِرْ
لَنَا وَارْحَمْنَا أَنتَ مَوْلانَا فَانصُرْنَا عَلَى القَوْمِ الكَافِرينَ (286)
صَدَقَ
اللهُ العَظِيم.
وفي
فضل سورة البقرة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: [البقرة سنام القرآن وذروته .
نزل مع كل آية منها ثمانون ملكا واستخرجت (الله لا إله إلا هو الحي القيوم) من تحت
العرش فوُصِلَت بها ، وياسين قلب القرآن لا يقرؤها رجل يريد الله والدار الآخرة
إلا غفر له وأقرؤوها على موتاكم] رواه أحمد.
وروى
الترمذي والنَسائي وإبن ماجة أن أبوهريرة رضي الله عنه قال: بَعَثَ رسول الله صلى
الله عليه وسلم بَعْثَاً وهم ذَوُو عدد فاسْتَقرَأهُم . فاستقرأ كل واحد منهم ما معه من القرآن . فأتى على رجل
من أحدثهم سناً فقال : [ما معك يا فلان ؟] فقال: معي كذا وكذا وسورة البقرة . فقال
: [أمعك سورة البقرة؟] قال : نعم . قال : [أذهب فأنت أميرهم].
فقال
رجل من أشرافهم : والله ما منعني أن أتعلم سورة البقرة إلا أني خشيت أن لا أقوم
بها . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :[تعلّموا القرآن وأقرؤه فإن مثل القرآن
لمن تعلمه فقرأ وقام به كمثل جراب محشو مِسْكا يفوح ريحه في كل مكان ومثل من تعلمه
فيرقد وهو في جوفه كمثل جراب أوكَي على مِسْك]... رواه الترمذي وقال حديث حسن.
معنى
الوكاء: هو ما يشدّ به على فَمِ القِرْبَة . وأوكَىَ بمعنى إغلاق فم القربة على ما
فيها من مِسْك فلا تفوح رائحة المسك منها خارجها.
ونحن
في السودان نقول على فم القربة "خشم القربة" مجازاً.
وفي
جزء من حديث آخر عن فضل سورة البقرة وسورة آل عمران .... روى الإمام أحمد قال حدثنا أبو نعيم
متواترا عن عبد الله بن بريدة عن أبيه رضي الله عنه قال : كنت جالساً عند النبي
صلى الله عليه وسلم فسمعته يقول [تعلموا سورة البقرة فإن أخذها بركة وتركها حسرة
ولا تستطيعها البُطَلَة] .
ويقصد
بالبُطَلة هنا (السّـحَـرَة) . ولاتستطيعها البُطَلة أي لا يمكنهم حفظها . وقيل لا
يستطيع السحرة النفوذ في قارئها.
والبُطلان
في اللغة العربية هو كل ما ذهب ضياعاً وخُسراناً.
وقيل
أن رجلاً قرأ البقرة وآل عمران . فلما قضى صلاته قال له الصحابي أُبـَي بن كَعْب
رضي الله عنه : " أقَرَأتَ البقرة وآل عمران ؟" قال الرجل : نعم . فقال
أُبي : "فاالذي نفسي بيده أن فيهما إسم الله الذي إذا دُعِيَ به استجاب"
. قال الرجل : فأخبرني به . قال أُبي: "لا والله لا أخبرك به ولو أخبرتك به
لأوشكت أن تدعوه بدعوة أهلك فيها أنا وأنت" .
والشيء
الملاحظ أنّ في كِلٌ من سورة البقرة وسورة آل عمران آيتان . وذلك عند قوله في سورة
البقرة [ الـــم] الآية رقم (1) ... ثم قوله عز وجل : [اللهُ لا إلَهَ إلاّ هُوَ
الحَيُّ القيُّوم ..] في صَدْر آية الكرسي .. الآية رقم (255).
وفي
سورة آل عمران يقول عز وجل [الـــم] الآية رقم (1) .. ثم قوله عز وجل : [اللهُ لا
إلَه إلاّ هُوَ الحَيُّ القيّوم] الآية رقم (2).
...
والله أعلم.
أهم
المراجع:
تفسير
إبن كثير