شهادة الترابي على العصر
حلقة (4)
إنقلاب هاشم العطا وإنتحار الحزب الشيوعي.
جوانب من خسارة البلاد لزخم الحزب الشيوعي
في الحلقة الرابعة من شهادته على العصر . لا نستطيع القول أن الترابي قد مارس أكاذيب صريحة على عهدنا به . بقدر ما نصل إلى قناعة بأنه بذل قصارى جهده لتسطيح وتبسيط أسباب إنقلاب هاشم العطا وأسباب الفشل . وأغفل الثمار التي جناها الإخوان المسلمين من فشل هذا الإنقلاب ؛ وأغفل أيضا الحنظل الذي تجرعه بعد ذلك في إنتفاضة شعبان.
حاول الترابي أن يعزي سبب إنقلاب 19 يوليو 1971م إلى أنه ردود أفعال مضادة من جانب بعض أعضاء قيادة إنقلاب 25 مايو 1969م تجاه إقصاء النميري لهم ؛ ولعدد ممن حامت الشبهات حول علاقته من قريب أو بعيد بالحزب الشيوعي.
ولكن الترابي لم يتطرق إلى الأسباب التي دعت نميري إلى القيام بهذه الخطوة المفاجئة . والتي يبدو أن أهم مسبباتها إنما كانت معارضة هاشم العطا لترشيح نميري نفسه لرئاسة الجمهورية .... وسعيه لتهميش دور مجلس قيادة (الثورة) بحله ..... وهي معارضة قد جاءت أغلب الظن تماشيا مع التوجه العام للحزب الشيوعي آنذاك ؛ الذي ظل يعارض بشدة مضي جعفر نميري إلى المدى الذي يؤدي إلى تمكينه وإنفراده بحكم البلاد.
الرائد هاشم العطا
كان هاشم العطا عضو عامل بالحزب الشيوعي السودني . وقد صرح بذلك جعفر نميري بلسانه مباشرة .. في حين إتهم كل من بابكر النور و فاروق حمدنا الله بأنهما كانا يسربان مداولات اجتماعات مجلس قيادة (الثورة) إلى الحزب الشيوعي.
واقعة التسريبات هذه ليست بالجديد ، ولا المستغربة في السياسة السودانية أو حتى الخدمة المدنية والنظامية . وعادة ما يجري ممارستها على واقع إزدواجية الإنتماءات العائلية والقبلية والطائفية والعقائدية... وكذلك إزدواجية المواطنة.
وأذكر أن بعض الناشطين القدماء في عملية السودنة ؛ قد أخبروني أنهم شكوا إلى الإمام الراحل الصديق عبد الرحمن المهدي من أن رئيس الوزراء عبد الله خليل لايزال يحتفظ في الرئاسة بموظفات في السكرتارية ؛ مشكوك في أمر ولائهن للعرقية السودانية الخالصة . وحين إستفسر منه الإمام الصديق عن الأمر ؛ أجابه عبد الله خليل بأن هؤلاء لا يفشين أسرار الدولة إلى الأحزاب الأخرى في المعارضة . ثم وليتضح لاحقا أنهن كن يسربن كافة الأسرار إلى المخابرات المصرية والأخرى البريطانية.
على أية حال ؛ فقد كانت قناعات الشارع السوداني صبيحة 25 مايو 1969م تميل إلى الظن بأن إنقلاب جعفر نميري إنما كان بتدبير محكم من الشيوعيين .... فلماذا والحال كذلك لم تخرج جماهير الشعب للإعتراض على هذا الإنقلاب الذي بدى للوهلة الأولى أحمرا؟
هناك سببان رئيسيان مهدا لنجاح إنقلاب مايو . وهما:
1) هزيمة يونيو 1967م وتنامي شعبية الإتحاد السوفيتي في المنطقة لما قدمه من مساعدات لمصر ووقوف إلى جانب القضايا العربية في المحافل الدولية.
2) قلة خبرة الصادق المهدي في تلك الفترة وكذلك حسن الترابي اللذان مارسا ضغوطا هائلة على الأحزاب الوطنية الأخرى بقصد حل الحزب الشيوعي السوداني...... وهي سابقة "مكارثية" McCarthyism لم تحدث من قبل سوى في الولايات المتحدة بسبب عقيدتها الرأسمالية . ولكنها واجهت إنتقادات حادة في منظومة الديمقراطيات الأوروبية.
دخل الصادق المهدي الدهليز وخرج يرتدي جبة الإمامة المرقعة ويتوكأ على عصاها ..... وذهب الترابي إلى ممارسة أسلوب "محاكم التفتيش" ، وإعلان حزبه حامي حمى الإسلام ... وكان البسطاء من الناس آنذاك يصدقونه بسبب أنه لم يمارس الحكم بعد ؛ ويفصـح عن "ديـنـه" الحقيقي.
على أية حال إتهم الترابي أحد قادة الحزب الشيوعي بأنه أساء إلى الدين الإسلامي في تجمع عام . واعتبر ذلك كافيا لإتهام هذا الحزب بالإلحاد . وسارع إلى تدبير المظاهرات بالتواطؤ مع صهره الصادق المهدي .
أعقب ذلك إستصدار قرار حل الحزب الشيوعي وحظر أنشطته وطرد نوابه من البرلمان . وكان ذلك عام 1965م .. ولم يلتفت الصادق المهدي أو البرلمان بعدها إلى حكم المحكمة العليا بعدم دستورية هذا القرار.
وقد جاء قرار البرلمان السوداني حل الحزب الشيوعي وتصفية ممتلكاته صدمة للديمقراطية الليبرالية ... جاء بمثابة جرس إنذار إلى أن الديمقراطية نفسها قد بدأت تمارس لعبة دكتاتورية البرلمان ؛ والقفز على بنود الدستور أيا كان مؤقتا أو دائما .
كذلك فقد كان لمشاكسات الصادق المهدي وقتها ضد عمه الهادي المهدي ومحمد أحمد محجوب الدور الملحوظ في "قرف" الشعب والأغلبية الصامتة من هكذا ديمقراطية وأحزاب وأجنحة متشاكسة ؛ شغلت نفسها بمقاعد البرلمان وكراسي الحكم والوزارة دون أن تلتفت إلى هموم الشعب اليومية وارتفاع الأسعار ؛ وتزايد معدلات البطالة التي عولجت بأقراص مسكنة تحت ما يسمى ببند العطالة التي إبتكره الشريف حسين الهندي أشهر وزراء مالية السودان.
كان الإنطباع السائد صبيحة 25 مايو 1969م أن الشيوعيين قد جاءوا بعسكري جاهل وطالب ثانوي فاشل "رئيسا لمجلس قيادة الثورة" لهدف ذر الرماد في العيون ، وجعله واجهة ينفذ الشيوعي من ورائها أفكاره الإشتراكية . ويثأر من جريمة حله وإيقاف نشاطه ومصادرة متلكاته.
وبالفعل فقد شاع هذا الإنطباع بعد أن ضم نميري في تشكيله الوزاري الأول شخصيات مدنية معروفة بميولها الإشتراكية أو المعادية لللأحزاب والطائفية الوطنية . وكان من ضمنهم بعض الشخصيات ذوي الميول القومية العربية ... القومية العربية التي كانت متحالفة آنذاك مع الإتحد السوفيتي لأسباب أهمها هزيمة يونيو 1967م.
عليه فإن الذي يمكن إستنباطه من هذا الحراك السياسي الذي أفرزه حظر نشاط الحزب الشيوعي . أن الصادق المهدي وحسن الترابي قد ساهما إلى حد بعيد في تمهيد الطريق أمام إنقلاب جعفر نميري المدعوم من جانب الحزب الشيوعي وحلفائه من القوى التقدمية ، ويسار القوميين العرب.
الرئيس جعفر النميري
والراجح ؛ أن قيادة الحزب الشيوعي لم تكن موفقة في الرضا بإختيارجعفر نميري ..
ولا أدري كيف غفل عبد الخالق محجوب رغم ذكائه عن الأخذ في الإعتبار التركيبة النفسية للمواطن السوداني ؛ ومغناطيس التلقي لديه لجهة القبول بالآخر؟
فهو (نميري) وإن كان يفتقر إلى الثقافة والفكر ، ووضوح الرؤيا السياسية .. إلا أنه كان يتميز بالتلقائية والشجاعة والفتوّة والفروسية . ويتحلى بالجرأة وسرعة الحركة ؛ وخفة الدم والتصالح مع الذات ؛ والإنسجام مع الجماهير ...
وفي دولة من دولة العالم المتخلف . ونسيج إجتماعي متداخل . نلاحظ دائما أن لسمات الشجاعة والفروسية والجرأة وسرعة الحركة والتلقائية والبساطة ؛ تظل هي التي ترجح كفة صاحبها في الوجدان ، وتمهد له المعابر للحصول على إعجاب الناس ومحبتهم ؛ بغض النظر عن إقتناعهم بأفكار صاحبها ... أو كأنها تشكل في حد ذاتها "ثقافة" محلية موازية قائمة بذاتها مؤهلة للقيادة .... وهو ما يفسر حقيقة أن نميري قد وجد قبولاً ومناصرة منقطعة النظير في الأقاليم والأرياف ؛ على العكس مما كان عليه الحال في العاصمة وبعض المدن الكبرى.
ومن الطريف في هذا السياق النفسي ؛ أن البعض كان معجبا بالنميري لأنه لا يشبك أزرار كم قميصه العسكري كما كان يفعل سابقيه من الجنرالات البيروقراطيين أمثال الخواض . وإنما "يكفكف كم القميص" إلى أعلى كوع يده مشمراً عن ساعده.
ومنهم من أعجب به لأنه كان يقفز من أبواب القطار قبل توقفه .... والبعض تشبث به لأنه تسلق عربة القطار وهو يسير ؛ وطفق يلوح للجماهير بعصاه ويده ..... وعامة البسطاء من القبائل في الأرياف منحوه أصواتهم في الإنتخابات لا لشيء سوى أن ركب الخيل أمامهم وركض به وسابق ... وأظهر لهم من جوانب الفروسية ما يعشقون ويطربون لها. ويجعلونها مقياسا لقدرات ومواهب القيادة وحسن سير وسلوك الرجال......
بعضهم لم يتمالك الإعجاب برئيس شاب يرتدي الزي الرياضي ويمارس لعبة كرة القدم.
وهناك العديد من القصص والروايات التي خرجت تمدح شجاعة نميري في حرب الجنوب . وخصاله الشخصية الغير متصلة بالفكر والثقافة الأكاديمية التي كان يتمسك بها قطاع الصفوة شرطا للترقي في مجال العمل السياسي.
وأغلب الظن أن قيادة الحزب الشيوعي إنما وافقت على ترشيح جعفر النميري بِناءاً على توصيات من هاشم العطا وبابكر النور على إعتبار أنهما من كوادر الحزب من جهة . وأنهما زملاء بندقية لجعفر نميري.
المقدم بابكر النور
وأكثر ما يشير إلى أصابع الحزب الشيوعي في تشكيلة ما بسمى بمجلس قيادة الثورة الذي جاء به إنقلاب مايو 1969م .... أكثر ما يشير إلىها أن المقدم بابكر النور لم يكن مشاركا فعليا في الإنقلاب ولكن جيء بع عضواًُ .... وكذلك كان الرائد هاشم العطا يشغل آنذاك منصب الملحق العسكري في السفارة السودانية بالعاصمة الألمانية الغربية ( بـون ) قبل توحيد الألمانيتين... ولم يعد للسودان إلا بعد أيام من الإنقلاب.
وأما فيما يتعلق بأسباب فشل إنقلاب هاشم العطا الذي جرى في 19 يوليو 1971م . فإنه قد لا يختلف إثنان في أن هاشم العطا وعبد الخالق محجوب قد إرتكبا أخطاء جوهرية كان أبرزها:
1) عدم إستشارة عبد الخالق محجوب اللجنة المركزية للحزب . وتفضيله وضع الجميع أمام الأمر الواقع.
2) شاب الإستعجال التحرك . وقد أكد هذا الإستعجال عدم إنتظار عودة بابكر النور وفاروق حمدنا الله ؛ ومجموعة من العسكريين المقيمين في الخارج إلى السودان وبما يكفل لهم إجراء الإتصالات اللازمة مع زملائهم وأنصارهم داخل الجيش.
3) كان إذاعة البيان رقم 1 بلسان الرائد هاشم العطا قد أعطى الإنطباع بأن بابكر النور لن يكون سوى واجهة ... وأن هاشم العطا هو القائد الفعلي والرئيس القادم .
4) كان صوت هاشم العطا المرتجف خلال إلقائه للبيان رقم 1 ملحوظاً ، وترك تأثيراً سلبياً . واستعجل فيه هاشم العطا كشف النقاب عن لون الإنقلاب ؛ حين وصف الإتحاد السوفيتي بالعظيم .. وأن العلاقة به وبالكتلة الإشتراكية ستكون إستراتيجية.
ويبدو أن هذا البيان لم يتم تدبيجه على النحو المفترض من الحكمة والتروي .. وجاء يحمل بصمات عقلية عسكرية ثائرة حانقة أكثر منها سياسية حذرة.
على أية حال فقد كان أهم ما تمخض عن فشل إنقلاب 19 يوليو وإستعادة نميري السلطة في 22 يوليو .. نتج عنه الآتي لمصلحة نميري:
1) تمكين نميري من القضاء على أبرز معارضيه ومن يقف في طريق صعوده إلى كرسي الحاكم الأوحد للبلاد.
2) إظهار قدراته على الحسم . وأنه لا يخشى إراقة الدماء غزيرة في سبيل إبقاء نفسه على رأس النظام.
3) مهد القضاء على إنقلاب هاشم العطا السبيل مفتوحا في وجه نميري نحو إنتخابه كأول رئيس للجمهورية ، له مطلق الصلاحيات.
........................
ولكن .. وفي الجانب السلبي الآخر فقد خسر السودان بعض زخمه الحضاري المتمثل في النشاط السياسي والثقافي والحركي الملتصق بالطلاب والطبقة العاملة ؛ ثم والجماهير عامة الذي كان يؤديه الحزب الشيوعي في الساحة السودانية ؛ سواء أكان هذا النشاط سريا من تحت الأرض قبيل ثورة أكتوبر 1964م . أو علنيا من فوق الأرض كجانب من ثمار ثورة أكتوبر المجيدة.
وخسرت ثورة أكتوبر المجيدة أيضاً بعض صفحاتها ؛ وسطور عديدة كان من المفترض أن توثق لها . وتمتد بأطروحاتها إلى آفاق التطور ؛ من خلال التجربة والمشاركة الفعلية للحزب الشيوعي السوداني في تفجيرها ونجاحها... ومن واقع أن أدبيات هذا الحزب وإبداعاته الفكرية المرتبط أكثرها بالبيئة السودانية كانت سترفد أهداف ثورة أكتوبر ... هذه الثورة التي يتمسك بها الحزب الشيوعي خاصة ، ويعتبرها وليدة بعض أفكاره ومقاومته لنظام عبود العسكري.
وبالطبع فقد كان الحزب الشيوعي نفسه هو الخاسر الأكبر .. ودفع ثمن كبوة جواده (عبد الخالق محجوب) فادحا .. ولا يزال يمارس الرقص مذبوحاً حتى يومنا هذا.
عبد الخالق محجوب وقد بدت عليه آثار التعذيب
وفي هذا الإطار والمفهوم ، أرى أن فحص تجربة الحزب الشيوعي دون إنشغال بموالاة أو معاداة ؛ تشير إلى جوانب إيجابية ؛ كان من أبرزها نجاح هذا الحزب في ترسيخ ورسم هيكل عام وملامح خاصة لحزب يستلهم من الواقع المحلي قناعاته... ولكنها تجربة أجهضت على غير ميعاد ولم تكتمل.
للأسف .. كنا ولا نزال نتوقف دائما عند السرد للأحداث . ومهاجمة هذا الفصيل وذاك المعسكر ، وهذه التوجهات وتلك .. أو التمجيد الغير مبرر وفقاً لإملاءات الأجندة والمواقف المسبقة ؛ .... أو محاولة النفخ في القرب المخرومة بلا طائل سوى التسلق والتملق للحكام وذوي النفوذ طمعاً في منصب وأجور وهبات وعطايا.
ولكننا نرجو اليوم في عصر توفر وسائل الإتصال الحرة ، وسيادة الشبكة العنكبوتية مجال إعادة تشكيل الآراء وبناء الأمم .... نرجو أن نغوص إلى أعماق التجربة ؛ ونستخرج من تاريخ السودان ما يكفل وضع الأسس الكفيلة بإحتمال ثقل البناء وفسيفساء مكوناته.
ومن ثم فلا بد أن يلتفت الناس إلى رصد وتوثيق التجارب بحثا عن خلاصة المآلات ؛ دون التوقف عند الأشخاص.
دائما تظل للديمقراطية رحماتها .....
فخلال فترة التيه التي تعرض لها الحزب الشيوعي بعد تعرضه للحل والطرد من البرلمان عام 1965م خلال العهد الديمقراطي .... كان هذا الحزب أقدر على تجميع شتاته ، والعودة إلى إنتخابات عام 1967م تحت مسمى الحزب الإشتراكي .
ولكن كان المصير مختلفاً منذ صبيحة 22 يوليو 1971م ، فقد جرى نحر هذا الحزب على نحو من الشراسة والجرأة الغير متوقعة . وتحدى خلالها نميري حتى جبروت الكرملين والكتلة الإشتراكية أجمع . فقد حاول الكرملين الإتصال به مباشرة لتخفيف أحكام الإعدام إلى المؤبد في حق عبد الخالق محجوب و الشفيع أحمد الشيخ ولكن دون جدوى .. ثم إقدم الكرملين على توسيط أنور السادات لإثناء جعفر نميري عن إعدامهما ؛ ولكن دون طائل.
لقد كان من جوانب سوء حظ هذا الحزب أن خروجه إلى العلن والعمل العام بعد ثورة أكتوبر 1964م . ساهم خروجه هذا في الكشف عن شخصيات وأسماء قادته وكوادره وجوانب من تكتيكه وخططه إلى الكافة .... وهو ما أسهم لاحقاً في سهولة مطاردتهم وتصفية معظمهم عقب عودة نميري للحكم في 22 يوليو 1971م.
واقع الأمر فإن ممارسة النقد والوقوف في وجه افكار وممارسات حزب سياسي ما شيء ... والمناداة أو السعي إلى تكفيره أو تجريمه وتصفيته وحله شيء آخـر ... وفعل هو جريمة نكراء في حد ذاتها.
العواقب التي أسفر عنها نحر الحزب الشيوعي ماضية في حريقها ولم تنتهي بعد .... وفي الحلقة الخامسة من شهادته على العصر ؛ أرى الترابي وحراك فصيله الإسلامي قد عانى هو الآخر من عواقب هذا النحر الذي ظن للوهلة الأولى في يوليو 1971م أنه قد جاءه بــرداً وسلامــا....
مصعب المشرّف
17 مايو 2016م