رحيل النجم المسرحي (سعيد صالح)
مصعب المشرّف
4 أغسطس 2014م
{عاش بسيطا ، وغادرنا ببساطة .... فذهب إلى مثواه بهدوء كأنه غريب .... وطــوبـى للغـرباء}
كان الأكثر ديناميكية في الحركة ونبرات الصوت على خشبة المسرح مقارنة بعادل إمام
بعد صراع طويل مع المرض وغرقه في بحـور الديون المالية بسبب إغلاق نظام حسني مبارك البائد لمعظم أبواب الرزق في وجهه ؛ أسلم النجم والفنان المسرحي الظاهرة (سعيد صالح) الروح إلى بارئها . تاركا خلفه ذخيرة فنية وأداء إبداعي يضعه في مصاف الخالدين على خشبة المسرح العربي.
رمضان جانا وفرحنابوا بعد غيابه .. أهلاً رمضان .. من مسرحية العيال كبرت وإلى جواره أحمد زكي
كانت حالة سعيد صالح الصحية والمالية ممتازة قبل دخوله سجون حسني مبارك السياسية بسبب جملة قالها عفو الخاطر (خرج بها عن النَصْ) خلال أداؤه لدوره في مسرحية له في الأسكندرية. حيث قال في إشارة لحكم جمال عبد الناصر وانور السادات وحسني مبارك (الأول أكلنا المِش . والتاني علمنا الغِش . والتالت لا بيهش ولا بينش) . فدفع ثمن هذا الرأي غاليا من حريته وصحته وقوت يومه فيما بعد .. لكنه دخل بها تاريخ المسرح من أوسع أبوابه.
في (مدرسة المشاغبين) وبجانبه عادل إمام الذي لم يشارك في جنازته رغم أن سعيد صالح كان يصفه بأنه صديقه الحميم الأوحد
كان أداؤه في المسرح أفضل وأعمق أثراً بكثير من أدائه في السينما والتلفزيون . بسبب ما كان يتيحه له المسرح من فرص أوسع لإستعراض مواهبه في جانب الإلقاء القوي والسيطرة على مخارج الحروف مع تمتعه بذخيرة لغوية فصحى مكنته من توظيفها في أكثر من قفشات باللهجة المصرية الدارجة ....
شـفت بعيني ماحدِّش قاللي ..... (مسرحية العيال كبرت)
ويعتبر الراحل سعيد صالح من أوائل الجيل الذي درس السينما والمسرح دراسة أكاديمية . فهو خريج من معهد الفنون المسرحية ... وتميز بقدراته النادرة في جانب (الخروج عن أسوار النَـصْ) خلال أداؤه للمسرحيات ...
والطريف أن سعيد صالح قد شارك في قرابة 500 فيلم سينمائي ؛ لكنها كانت جميعها أدوار سيطرت على أدائه . ولم يتمكن خلالها من إستعراض موهبته بشكل بانورامي كما يفعل في المسرح ... وبالطبع فإن السينما غالبا ما يكون للمخرج وفريقه العامل الدور الفاعل في السيطرة على أداء الممثل والنجم بعكس خشبة المسرح.
كانت أهم أفلامه هي تلك التي شارك فيها مع عادل إمام وأهمها "رجب فوق صفيح ساخن) و (الهلفوت) و (سلام يا صاحبي) ... وكان دوره في هذه الأفلام ينتهي دائما بمقتله.
والطريف أن سعيد صالح قد شارك في قرابة 500 فيلم سينمائي ؛ لكنها كانت جميعها أدوار سيطرت على أدائه . ولم يتمكن خلالها من إستعراض موهبته بشكل بانورامي كما يفعل في المسرح ... وبالطبع فإن السينما غالبا ما يكون للمخرج وفريقه العامل الدور الفاعل في السيطرة على أداء الممثل والنجم بعكس خشبة المسرح.
كانت أهم أفلامه هي تلك التي شارك فيها مع عادل إمام وأهمها "رجب فوق صفيح ساخن) و (الهلفوت) و (سلام يا صاحبي) ... وكان دوره في هذه الأفلام ينتهي دائما بمقتله.
أشهر مسرحياته كانت (مدرسة المشاغبين) و (العيال كبرت) حيث ظهر فيهما أداوه المتفرد لدرجة مذهلة ..
الظاهرة الكوميدية (أمين الهنيدي)
والذي يتابع الحركة المسرحية في مصر ؛ ربما يلاحظ أن سعيد صالح كان شديد التأثر بأداء الممثل الراحل "أمين الهنيدي" ، الذي كان من ألمع نجوم المسرح الكوميدي في مصر حتى نهاية الثمانينيات من القرن الماضي ... وهو الذي سبق وأن عمل أستاذاً بمدارس البعثة التعليمية المصرية في السودان . وكانت له مساهمات في إنشاء وتأسيس المسرح المدرسي بها خاصة في مدينة عطبرة ، وفق ما يشير إليه تلاميذه آنذاك.
وكان سعيد صالح النـجـم الحقيقي الملفت للأنظار في مسرحية (مدرسة المشاغبين) رغم وجود عادل إمام وسهير البابلي إلى جواره فيها . ولكنه كان أكثر لمعانا منهما بأسلوبه المرح العفوي القوي لجهة الحركة وردود الأفعال وقوة الصـوت ، والأداء الصادق بالمجمل.
رحم الله سعيد صالح وأسكنه فسيح جناته وألهم أهله وذويه ومعجبيه الصبر والسلوان.