حالة مزرية من الإهمال بسبب الإنشغال بالعمل
مصعب المشرّف:
من بين الوظائف التي طرأت مؤخراً على خلفية تطور وإنتشار وسائل المعلوماتية الحديثة . فقد إنتشرت ظاهرة (العمل من داخل المنزل) وحيث لا يحتاج الأمر سوى إلى أجهزة كمبيوتر وخط إنترنت للإتصال بمقر الشركة أو الزبائن حول العالم.
ولكن إتضح مؤخراً أن البعض من الذين يمارسون هذه المهنة قد وصلوا لحالة مزرية من إهمال البيئة المحيطة بهم داخل مكاتبهم في المنزل ؛ بسبب إنشغالهم بتحقيق مزيد من الأعمال على حساب النظافة . وبحجة أن الإنشغال بترتيب المكتب سيؤدي إلى ضياع الزمن وفرص كسب مزيد من الأموال . وأنه يأتي على حساب أوقات فراغهم وساعات نومهم .....
ولكن ربما كان الأمر سيصبح أكثر سهولة وبساطة ؛ لو أن كل واحد منهم إهتم بوضع برميل نفايات بلاستيكي سعة 50 أو 70 لتر إلى جانبه . يرمي فيه بهذه النفايات والمخلفات التي تتراكم يوما بعد يوم .. ولكن بوجودها داخل كيس حاوية النفايات داخل المكتب يجعل من السهل حملها ورميها دفعة واحدة خارج المنزل في المكان المخصص للنفايات ..
وربما يقترح البعض أن يلجأ أمثال هؤلاء إلى تأجير خدمات عامل نظافة يأتي بين الحين والآخر لتنظيف المكان وحمل النفايات إلى الخارج .. ولكن الذي يخاف منه أصحاب هذه المكاتب هو أن يؤدي دخول شخص آخر إلى مكاتبهم إلى ضياع المستندات والأوراق التي يحتفظون بها وسط هذه النفايات . والتي يقولون أنهم على الغرم من تواجدها وسط النفايات إلا أنهم يعرفون مكانها بالضبط . ومن ثم يصبح أي إعادة ترتيب لها بمثابة فقدانهم لها والإضطرار إلى البحث عنها وسط الأوراق مرة أخرى.
ولكن لو إلتزم هؤلاء بوضع كل مستند وورقة في ملف (فايل) أولا بأول لكان أفضل لهم وأسرع في الوصول إليه الحصول عليه ... وما ضاع مستند أو ورقة تم الإحتفاظ بها في داخل ملف... هذه قناعتي الشخصية بعد خبرة طويلة مع الإحتفاظ بمستندات وأوراق العمل أو المستندات والأوراق الشخصية.