الثورة المهدية من أبــا إلى الخرطوم
(حلقة 2)
مصعب المشرّف
23 سبتمبر 2017م
تناولت الحلقة الأولى واقع
أن علاقة (تبعية) السودان السياسية والإدارية لمصر إنما نشأت بسبب الإحتلال
العسكري الذي بدأ بالغزو عام 1821م وانتهى في يناير عام 1885م.... وأن معركة
الجزيرة أبا كانت باكورة ثورة وطنية ظلت تغلي داخل المرجل . وبالتالي فقد خلصت إلى
أن تلك المعركة لم تكن مصادفة أو ضربة حظ ؛ بقدر ما أنها خلاصة لأفكار وطنية طبقها
الإمام المهدي على نفسه قبل أن يطالب بها غيره .. ودعم أفكاره تلك بتخطيط وجهد
وتنسيق .... ودعوة سرية إستمرت طوال سنوات جاب خلالها العديد من المناطق الحيوية ...
والتقى بالكثير من زعماء القبائل والطرق الصوفية......
ومن الأهمية بمكان أن
نشير هنا إلى أن الإمام المهدي لم يكن وقتها (حين أعلن الثورة) ... لم يكن المهدي
شخصية خاملة الذكر مجهولة لدى أهل البلاد أو حتى لدى سلطات الإحتلال في الخرطوم
والمراكز الإدارية والعسكرية ...
كان الإمام المهدي
حينها شيخاً من شيوخ الطريقة السمانية .. وقد وصفه مامور مركز الكَوّة حين ذهب إليه أستاذه وغريمه فيما بعد (الخليفة
محمد شريف) يشكوه ويطلب إعتقاله عام 1878م .... وصفه المامور ذاك بقوله :
"أنه ولي من أولياء الله الصالحين . ومن أصحاب الحضرة النبوية الشريفة’"
وكذلك كان حكمدار
السودان وقتها "محمد رؤوف باشا" يعرفه حق المعرفة . ويحترم فيه سمعته
وولايته الصالحة ، وبوصفه أحد أعمدة ومشايخ الطرق الصوفية . فكان أن تعامل معه بالتقدير
والإحترام حتى آخر لحظة .. وهذا الإستنتاج مستقى من خلال نصوص وقراءة ما بين
السطور في الرسائل المتبادلة بينهما على قلتها.
وأما تلك الإنتقادات
المفلسة المجتزأة التي صدرت وقتها من شيوخ وعلماء الأزهر الشريف في مصر .. وبعض
تلامذتهم في الخرطوم لجهة إنكار المهدية تارة والأمر بطاعة ولي الأمر تارة أخرى .
فإنما جاءت لأسباب سياسية أكثر منها فقهية . وحيث لا يجوز أن نطلق على "سلطات
إحتلال" مسمى ولاة أمر.
ومن الضرورة بمكان أن
نعنى هنا بتوثيق أن بقاء هذه الدعوة المهدية سرية طوال سنوات بين بعض طلاب الخلاوي
وعدد من زعماء الطرق الصوفية ومريديها . بالإضافة إلى زعماء بعض القبائل ؛ دون أن
تتمكن أجهزة إستخبارات الإحتلال الخديوي المصري من ملاحظتها وتداركها في بدايتها ؛
إنما تبقى دلبلاً ساطعاً على مدى إتساع الفجوة التي كانت تفصل بين المواطنين
وسلطات الإحتلال .. وحرص السودانيين على الإحتفاظ بهويتهم الخاصة بهم . وليس كما
تزعم وتدعي الأدبيات المصرية الشعبية وأبواق حكوماتهم الدعائية بأن الشعبين واحد .
وأن السودان كان تبعاً لمصر وجزءاً منها.
في هذه الحلقة (وأخريات
تليها) نرصد جانباً من سيرة الإمام محمد أحمد المهدي الذاتية ؛ بما يسلط الضوء على
أهمية "القدوة الحسنة" التي ينبغي على القائد تمثيلها في أعين شعبه ... مع
التطرق إلى "المسيد" و "الخلوة" ؟ ودورهما الجوهري في الثورة
المهدية . وبما يؤكد (الحقيقة الغائبة) بأن نشأة الدعوة المهدية في بربر .. وبروز
ملامحها في الجزيرة .. ونضوجها وإعلانها من أبا وقيادتها من الأبيض نحو تحرير
العاصمة الخرطوم ؛ إنما جاءت على أكتاف طلاب الخلوة ، وأتباع ومريدي الطرق الصوفية
... والذين كانوا في ذلك الحين خلاصة الصفوة والنخب المتعلمة ... ولا يزالون حتى
يومنا هذا الوحيدون الذين يحفظون القرآن الكريم في الصدور . ويحافظون على عصب
اللغة العربية الفصحى في البلاد ... وبما ينفي ذلك جميع تلك المزاعم التي ألصقها
فيهم الأحتلال الأجنبي بالدروشة على سبيل الحقد والكيد.
ولد الإمام المهدي عام
1843م في جزيرة لبب بضواحي مدينة دنقلا ، شمال السودان . وهو محمد أحمد عبد الله
فحل عبد الولي.
كان والده عبد الله فحل
يعمل في مهنة صناعة المراكب النيلية الخشبية الشراعية. وكذلك السواقي المخصصة للري
من على ضفاف الأنهار والنيل.
في الوقت الذي توجه فيه
أشقاؤه للعمل الإحترافي في مهنة والدهم . فقد مالت نفس الإمام المهدي إلى النهل النظامي
من اللغة العربية والعلوم الإسلامية.
وقد قيل أن نفس المهدي
التواقة إلى نهل العلم . إنما كانت نزعة ورثها من جده الكبير "حاج شريف"
؛ الذي أشتهر بالتقوى والصلاح في منطقة دنقلا.
ويبدو أن صناعة المراكب
في منطقة دنقلا لم تعد تفي بحاجة الأسرة وتغطية منصرفاتها المتنامية . فإنتقل
والده وفي معيته الأسرة إلى الخرطوم . حيث واصلت الأسرة عملها في صناعة المراكب والسواقي
شمال أمدرمان . وهناك إلتحق محمد أحمد المهدي بالدراسة في "الخلوة" التي
كانت ولا تزال بمثابة الأساس في تدريس العلوم الإسلامية ، وضروب اللغة العربية من
نحو وصرف وشعر وبلاغة ونثر .. إلخ . بالإضافة إلى التاريخ والجغرافيا والرياضيات
... وما يرتبط بالدين والمعاش من إلمام بمواقيت الصلاة وحساب الشهور والسنين
وتحديد الإتجاهات ... وجانبا من علوم الفلك... وحرص على إلصاق الطالب والمريد
بالبيئة السودانية المحلية ، وتوجيهه إلى إكتشاف صداقتها وتحرّي أمومتها له ... وقدرتها
على خدمته وتلبية إحتياجاته الأساسية الضرورية.
وجميع تلك القيم
والمعارف ، يتم تعليمها للطالب وغرسها في أعماق وجدانه منذ نعومة أظفاره ؛ دون
ربطها بنظام سياسي وأطماع إلى كراسي الحكم.
تدرج الإمام المهدي في
مجال التأهيل الدراسي العلمي بمقاييس تلك الفترة. ورصدته كتب التاريخ على النحو
الآتي:
1)
بدأ حفظ القرآن الكريم
في خلاوي كرري والخرطوم.
2) درس علوم الفقه على يد الشيخ الأمين الصويلح ، في مسجد ود عيسى الذي يقع في
منطقة "المسيد" الحالية جنوب الخرطوم ، على الضفة الغربية لنهر النيل
الأزرق.
3) درس مباديء النحو والتوحيد ، والفقه والتصوف في خلوة الشيخ محمد الخير بأرض
الغبش نواحي بربر.
في خلوة الشيخ محمد
الخير بدأت ملامح نضوج شخصية الأمام المهدي القيادية الملهمة للغير تتضح وتتشكل. وفيها
أيضاً بدأت نزعاته السياسية تتكون . ولكن برؤى وأفكار ووسائل جديدة متعددة ، أسهمت
فيها قيم ومثل وتعاليم الخلوة بالقدر الأكبر .... فخرجت فكرة الدعوة تستند على أسس
ثابتة مبدئية هي:
1) إحتفائه بالييئة المحلية السودانية. وقناعته من خلال تجربته العملية بأنها
الأقدر على تلبية متطلبات أبنائها وصيانة كرامتهم . وتبقى الركن الأساس والمعين
الذي لا ينضب في بناء الأمة.
2) ضرورة تحرير السودان من الحكم الأجنبي . وإنفراد السوداني بحكم بلاده...
وهو ما عرف لاحقاً بمصطلح (السودان للسودانيين).
3)
إعلاء شأن الدين
الإسلامي في النفوس.
4) التحلل من العنصرية والقبلية ؛ بما يمكن معه مزج أهل السودان في بوتقة
واحدة.
من أبرز ما أظهره
المهدي في خلوة الشيخ محمد الخير ؛ هو إهتمامه الذاتي بالتحصيل العلمي . فساعدته
هذه الرغبة على النبوغ في دراسته، ولفتت إليه الأنظار . وكان إلى جانب ذلك قد
إشتهر بالتقوى والصلاح ، والصبر على العبادة وقيام الليل، والزهد والأمانة والترفع عن الصغائر . كذلك بدت
خصلة الكرم والميل إلى التصدق وإنكار الذات وكأنّها فطرة متأصلة فيه . وأشتهر بها
في علاقته بزملائه وأهالي المنطقة .... فأصبحت سكناته وحركاته ، وأفكاره وقناعاته
مرصودة من جانب أساتذته وزملائه وعامة الأهالي في المنطقة. ونال من الإحترام
والتقدير الكثير.
وبالطبع فقد كان من
البديهي أن يترتب على نبوغه وشهرته وكاريزميته نشوء غيرة وحسد بعض أقرانه . ولكن
حادثة دحره لثعبان النيل (شبيه الأناكوندا) في سنه المبكرة تلك جعلت الجميع
يهابونه . حيث عدّها الناس كرامة ... ومن علامات الصلاح والقرب من الله عز وجل .
خاصة وأنه شهدها جمع غفير من الحيران والأهالي.
وتتلخص تلك الحادثة أن
المهدي ؛ وجمع غفير من زملائه إعتادوا إرتياد نهر النيل لغسل ملابسهم والإستحمام .
وممارسة رياضة السباحة.
وكان من عادة الإمام
المهدي أنه يحرص على عدم الكشف عن عورته أمام غيره .على العكس مما يفعل عامة الأطفال
الصبيان في القرى والأرياف لحظة دخولهم الماء . حيث يتساهلون في هذا الأمر ويتخلون
عن ملابسهم في طرف النهر. أو للتمكن من غسلها ونشرها على الأحجار .. وقضاء الوقت
في السباحة إلى جفافها فيخرجون من الماء لإرتدائها.
وذات يوم بينما كان
الجميع منهمك ما بين سباحة وغسل لملابسه ومزاح وصياح . إذا بثعبان ضخم يقترب منهم
. وقد كانت المنطقة قد شهدت حوادث إبتلاع هذا الثعبان لبعض الأهالي والأغنام ..
كان لهذا الثعبان فحيح
مزعج مخيف. فسارع معظمهم بالخروج عرايا كما ولدتهم أمهاتهم ، وأخذوا معهم في
طريقهم كل الملابس بما فيها ملابس المهدي دون وعي أو قصد .. وبقي الإمام المهدي
وحده في الماء وهو محرج ؛ كونه لم يتبقى على الضفة ملابس . فضلا عن أن يجد في تلك
اللحظات من الذعر والترقب والإندهاشة في أصحابه من يقترب نحو الماء ، ويرمي له
بسروال أو قرقاب فيرتديه داخل الماء
ويخرج.
وقبل أن بعض حساده من
زملائه ، تداولوا من على البعد الغمزات واللمزات والضحكات قائلين بشماتة وتشفي :
-
الآن يخرج محمد أحمد عارياً
مجبوراً ، ويفضح عورته أمامنا.
إقترب وحش البحر أكثر وأكثر من الإمام المهدي
وفغر فاه . ولكن الجميع فوجئوا بالصبي (آنذاك) محمد أحمد وهو يرفع السبابة من يده
اليمنى ويتمتم بكلمات وتلاوات ؛ والثعبان يدور حوله على هيئة دائرة كاملة . وقد
إرتفع صوت فحيحه وأخذ يتلوى ويهيج الماء فوقه وتحته . وفي هذه الأثناء كان المهدي
يدور معه وهو يشير بسبابته نحوه.
إستمرت هذه المحاورة
فنرة ليست بالقصيرة . ولكنها كانت كافية لمشاهدتها ومراقبتها بعين اليقين من جانب
كل اللذين كانوا حضوراً في المشهد الأحباب منهم والغيارَىَ والحُسّاد..
في النهاية هدأ الثعبان
وغادر المكان واختفى . ولم يرجع لهذه المنطقة مرة أخرى نهائياً.
بعد أن هدأ الماء وإطمأن
الجميع سارع إليه بعض أصدقائه . فرموا إليه بلقرقاب لفه حول وسطه ساتراً به عورته ،
وخرج من الماء.
علامات ومقدمات التقوى
والصلاح كانت بادية على سمت وأخلاق وقناعات وتصرفات ونزعات الإمام المهدي كافة ؛ سواء
في علاقته بالله أو جديته في تحصيله العلمي .. أو تعامله مع خلق الله قاطبة من بشر
وحيوان ونبات وحجر .... وكانت كلها مرصودة بطرفٍ خفي من جانب أقرانه وشيوخه ... ولكن
حادثة دحر الثعبان وهو في هذه السن المبكرة أقامت الدنيا ولم تقعدها. ومن واقع
حساسية أهل البلاد تجاه هذه الكرامات . فقد تناقلها الركبان والمترددون على التكايا القادمون منهم والمغادرون. وإزدادت بها
مكانته شأناً في نفوس أساتذته عامة ، وأستاذه محمد الخير خاصة . فكان لذلك شأنه
فيما بعد حين سارع محمد الخير رحمه الله إلى التلبية مسارعاً بمبايعة تلميذه
والدخول في سلك المهدية.
ولجهة تكوين فكره
السياسي الوطني الرافض للإحتلال الخديوي المصري الأجنبي . فقد إنتهج المهدي خلال
فترة تواجده بخلوة الشيخ محمد الخير تطبيق قناعة لم تكن مطروقة لدى أقرانه من
تلاميذ الخلوة. ولم يكن يلتفت إليها المشايخ في عموم البلاد . وذلك حين إمتنع الإمام
المهدي رغم صغر سنه آنذاك . إمتنع عن تناول الطعام المجاني الذي كانت تقدمه الخلوة
للحيران . وكان تبريره لهذا الإمتناع أنه جراية من حكومة الإحتلال . وأن أموالها
هي أموال ظلم وجور ؛ جبتها من ضرائب بمسميات شتى فرضتها على الفقراء والضعاف.
وعليه فقد إتجه الإمام
المهدي إلى الإستعانة بالزوادة التي كانت أسرته ترسلها له من الخرطوم . والتي عادة
ماتكون من تلك المأكولات السودانية صنيعة البيئة المحلية وصديقتها. وهي الذرة
والقمح واللحم المجفف (الشرموط) والويكة ، والتمر ... وبعض الدهن المجفف (الربيت)
أو الودك....
وعندما كانت هذه
الزوادة تنفذ منه على قدر ما أوتي من كرم وأريحية في إشراك غيره من الزملاء والفقراء
طعامه . فإنه كان يلجأ إلى صيد الأسماك ، وممارسة مهنته المتوارثة في جمع الحطب
والأخشاب للوقود أونجارتها وبيعها في السوق .
ومن الروايات المتواترة
عنه أن التجار والأفراد كانوا يتسابقون ويتزاحمون على ما يأتي به يحمله على عاتقه
من الحطب أو السمك ليبتاعونه منه ، بسبب ما قيل عن تفاؤلهم ببركة بضاعته هذه.
ولعدم مغالاته في أسعارها رغم جودتها.
بثمن هذا الحطب كان المهدي
يأكل القليل الذي يسد الرمق ... ويتصدق
بالمتبقي على الفقراء والمساكين في الأسواق وزملائه في الخلوة.
والطريف أن الرئيس
الهندي نهرو كان قد تحدث مع الزعيم إسماعيل الأزهري رحمه الله خلال مؤتمر باندونغ (أبريل
1955) عن سيرة الإمام المهدي . وأخبره أن أستاذه وأباه الروحي "المهاتما
غاندي" قد تأثر بمهدي السودان . وإستلهم من سيرته مسلكه الوطني بمقاطعة
منتجات المحتل . والإكتفاء بمنتجات الهند وحدها في ملبسه ومأكله ومشربه وحله
وترحاله. فأصبحت هذه السياسة النضالية المعنوية من أبرز وجوه مقاومة الشعب الهندي
للإحتلال البريطاني. وأحدثت صدى عالمي واسع النطاق.
عام 1861م أكمل الإمام
المهدي منهج الشيخ محمد الخير العلمي . وكان عمره آنذاك 18 عام.
...... ولكن ؛ قبل
مغادرة خلاوي الغبش في نواحي بربر . فإنه يلزمنا التوقف للحديث عن الخلوة
السودانية بوصفها قد كانت ركيزة من الركائز الأساسية في قيادة مسيرة الثورة
المهدية .
دون حاجة إلى
إرهاق العقل . فإن المنطق يقول أن نشأة الخلوة السودانية قد تزامنت مع دخول
المسلمين البلاد على عهد خلافة ذو النورين سيدنا عثمان بن عفان رضي الله عنه ...
وكان القائد عبد الله بن سعد بن ابي السرح، قد توجه نحو السودان بحملته الأولى عاميّ
20 ــ 21هـ /641م .. وكانت الثانية ما بين عامي 30 ــ 31هـ /651م.
واختلف
المؤرخومن في أسباب حملات إبن أبي السرح هذه ... وهل كانت لأجل الفتح الإسلامي أم
وضع حد لتهديدات النوبة لجنوب مصر ....؟
وأغلب الظن أنها
كانت في البداية غزوات (أمنية) هدفها وضع حد لتهديدات النوبة إستقرار الأمن في
جنوب مصر.
واقع الأمر لم
يتمكن عبد الله إبن أبي السرح من فرض سطوته على شعب النوبة .. فكان أن تفتق عقله
عن خطة بعيدة المدى تتلخص في الدمج الإجتماعي الإثني بالتزاوج والمصاهرة ما بين
العرب والمسلمين عامة مع قبائل النوبة .. وهو ما أتى أكله وحقق أغراضه شيئاً فشيئاً
لجهة أسلمة وتعريب شمال ووسط السودان على النحو الذي لا يزال ماثلاً حتى تاريخه.
وأعقب ذلك
إندياح عربي إسلامي إستوطن أطراف السودان الحالية في الشرق والغرب وأجزاء من الدول
المجاورة في تشاد وأفريقيا الوسطى وأرتريا وأثيوبيا ... ووصل جنوباً حتى الحدود
الشمالية لدولة جنوب السودان.
(يتبع حلقة 3 بإذن
الله)